فوز مدوًّ وخسارة مشرفة ومستوى مبهر وعظيم هذه حصيلة المنتخب السعودي في أول جولتين من مونديال قطر 2022، جعلت الأخضر في المركز الثالث مؤقتاً في مجموعته المعقدة وبحظوظ عالية للتأهل للدور ثمن النهائي.
ما فعله الأخضر أمام الأرجنتين تحديداً أصبح حديث العالم بأسره ومحط أنظاره في ملحمة تاريخية من حيث النتيجة والأداء الراقي والرائع فشاهدنا الانتشار السريع والضغط العالي والتركيز الشديد والحضور الذهني والبدني وترابط الخطوط وقلة الأخطاء ومجاراة المنتخبات العالمية في الرتم السريع، وهذا ما كرره الأخضر في لقاء بولندا إلا أن النتيجة اختلفت لخسارة غير مستحقة البتة.
المستوى العالي والكبير الذي ظهر عليه الأخضر هو نتاج تخطيط سليم ومنهجية واضحة سار عليها المنتخب منذ مدة ليست بالقصيرة أهمها من وجهة نظري هي زيادة عدد المحترفين في الدوري السعودي واستقطاب نجوم دوليين وعالميين، ما رفع من جودة العنصر المحلي كثيراً وأزال الرهبة من مقابلة المنتخبات العالمية وبالتالي ظهرت قدرات اللاعب السعودي الفردية والجماعية، بعد ذلك التعاقد مع المدرب الكبير والعظيم (والعظمة المطلقة لله سبحانه) هيرڤي رينارد المتشرب للتكتيك الكروي والمتقد حماساً منقط النظير حيث استطاع شحذ همم اللاعبين جميعاً؛ فأظهر أفراد المنتخب السعودي كل ما يملكون وأجاد في وضع التكتيك المناسب لكل مباراة على حدة فاختلف الرسم التكتيكي وخطة اللعب بين المباراتين على حسب المنافس وهنا يظهر المدرب الكبير ونجح في ذلك ولولا ركلة الجزاء الضائعة في لقاء بولندا وتجاهل الحكم طرد الظهير البولندي مبكراً لخرج بفوز آخر ولكن هذه كرة القدم في النهاية.
كلنا ثقة في نجوم الأخضر فرداً فرداً بأن يظفروا بنتيجة مباراة المكسيك الليلة والوصول للدور التالي وهو قادرون بحول الله تعالى على الفوز في هذا اللقاء، ولن نملي على المدرب ما يفعله فهو قد أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه خير من يقود الأخضر في هذه المرحلة المهمة، والأعرف بخبايا المنتخب ومن يمثله، فقد دعوه يقود الرحلة واستمتعوا بها.
مهمات:
إلى لاعبي المنتخب السعودي:
ما قدمتموه من مستوى جعلنا نفخر بكم ونرفع رؤوسنا عالياً ونعلق آمالنا عليكم ونرفع سقف الطموح بخطف إحدى بطاقتي الصعود للدور التالي، أنتم قدها يا رجال الأخضر.
دائماً ما تكون أرض قطر فأل خير على المنتخب السعودي، فمن أرضها انتزعنا أول تأهل للمونديال 1994 ومن أرضها حققنا كأس آسيا 1988 وبإذن الله من أرضها سنحقق إنجازاً تاريخياً في هذا المونديال.
شكراً قطر فقد أعدتي للأمة العربية والإسلامية هيبتها (حتى وإن كانت رياضياً) بوقوفك بكل حزم ضد الأفكار المتعفنة والمنحطة والسافلة ولم تعطِ الدنية في دينك.. شكراً من القلب.
لعب المنتخب على أرض قطر وبين جمهوره.
فرحة الشعوب العربية والإسلامية العفوية بفوز «الأخضر» أكدت أننا متلاحمون مترابطون متحابون فقط كنا بحاجة لمن يجمعنا.
نسأل الله العظيم أن يمن على النجم الخلوق ياسر الشهراني بالشفاء التام، وأن يرد عليه عافيته.. طهور إن شاء الله.
http://www.alriyadh.com/1985067]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]