أحد تعريفات الفن يقول إنه أي نشاط يقوم به أشخاص لغرض تواصلي أو جمالي، شيء يعبر عن فكرة أو عاطفة أو رؤية للعالم. وهو أحد مكونات الثقافة الذي يعكس الركائز الاقتصادية والاجتماعية في تصميمه.
هل ترون معي أن ذلك ينطبق على كرة القدم، بعيدًا عن التعصب الكروي والانحيازات للفرق التي نختار أن نشجعها، كرة القدم لعبة جميلة، الفن في أبهى صوره، هكذا أراها، هذه اللعبة التي دوخت العالم، وتربعت على عرش الألعاب الأخرى. هذه المجنونة التي طافت البلاد وباستثناء بلدان قليلة استحوذت على عقول الجميع، ليس ككرة القدم لعبة لم تعترف بالطبقات، ولا الألوان، ولا أي نوع من أنواع التفرقة التي يعج بها العالم، نفس النادي يشجعه الأمير والفقير، وفي لحظة الذروة حين يتحقق الهدف يتعانق الاثنان مذيبين كل الفوارق، هذه هي كرة القدم.
هي فن، تعالوا نتأملها، كيف يتحرك اللاعبون في أرض الملعب، كيف وهم في كامل عنفوانهم، أجسادهم الكاملة التي يجب المحافظة على شكلها ولياقتها، يعرفون كيف يرقصون مع هذه المجنونة، كيف تنتقل بين أقدامهم، في محاورة بديعة، حتى يتمكن الآخر، المناور، من الفوز بها والاستحواذ عليها، ويبدأ الفريق الآخر في اللعب معها وبها، يتباهى بالسيطرة عليها وقيادتها حتى يوصلها إلى الشباك. أليس هذا فناً؟
وإذا كنا نعرّف الفن بأنه الشيء الجميل، فإن عبارة اللعبة الجميلة التي تنسب إلى بيليه أحيانًا وأحيانًا ينكرون نسبتها إلى شخص بعينه، لكنها قدر لها أن تطلق بالبرتغالية أولًا، لغة البرازيل التي قدمت في فن هذه اللعبة الكثير، وأصبح بإمكانها أن تنسب هذا الحق لها، حق إطلاق لقب اللعبة الجميلة على كرة القدم، وكأنهم يعلنون للعالم أن كرة القدم هي أحد أنواع الفنون التي نسي القائمون على الفنون إدراجها ضمن قائمتهم للفنون.
والفن يتم التعبير عنه بفن ويجلب الفن، الأهازيج التي تطلقها الجماهير للفخر ودفع فريقها للفوز، فن، الصور التي تصنعها برفع الألوان على رؤوسها لتشكيل اللوحات الجميلة بلون الفريق المفضل، فن. الأغاني التي يكتبها الشعراء ويلحنها الملحنون ونطرب بها ونحن نسمعها تملؤنا حماسًا وتزيد حبنا لفريقنا فن.
كل هذه المتعة التي نشعر بها ونحن نتابع اللعبة الجميلة تجعلنا نقر ونتأكد من أنها فن.
مدينة لوالدي الذي جعلني أدرك منذ الطفولة كم أن كرة القدم فن عظيم.
لكل الفن الذي قدمه منتخبنا في كأس العالم هذه السنة، أقدم شكري وامتناني.
http://www.alriyadh.com/1985198]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]