صدرت في الولايات المتحدة عام 1965 أغنية للمغنية Jackie DeShannon احتلّت حينها مراكز متقدمة ومما ورد في كلماتها: إن ما يحتاجه العالم الآن هو الحب، الحب الجميل، ليس فقط للبعض ولكن للجميع". كانت الأغنية وقتها ترجمة لواقع طموحات الأميركيّين وربما العالم أثناء الحرب الباردة وتدخّلات الجيش الأميركي في دول كثيرة حول العالم أثناء الصراع الأميركي السوفيتي على النفوذ.
ما أحوج العالم اليوم إلى تلك الروح بنبذ الصراعات، ومعارك تقاسم النفوذ، وتحويل الجهود العلميّة المدمّرة إلى مشروعات تخفّف من ويلات الفقر، وتحدّيات تغيّر المناخ، ومواجهة الأوبئة، والمجاعة، والأميّة. عالم اليوم يحتاج إلى الاطمئنان على حاضره ومستقبل أجياله في ظل انتشار الأسلحة الفتّاكة، وانفلات جراثيم الأوبئة من هنا وهناك، ناهيك جموح مبتكرات التقنية فيما يُفسد ولا يُصلح. ومن هنا تواضعت طموحات معظم أفراد المجتمع البشري إلى ما يشبه حاجات الإنسان الأول والمتمثلة في لقمة الكرامة، والمياه الآمنة للشرب، وسقف يأوي الفرد مع أسرته، مع أملٍ في رعاية صحيّة وقت الحاجة، وأمن وارف في جواره القريب والبعيد.
وحين يحلم العالم بمستقبل أفضل فأول مفاتيحه القضاء على الأميّة كون التعليم يعزّز جودة الحياة ويجسّن ظروف الحصول على عمل وفرص أفضل. ولكن كيف يتم هذا والأميّة تفتك بما يزيد على 17 % من سكان العالم؟ والرقم (الصادم) أن 21 ٪ من البالغين في الولايات المتحدة أميّون في عام 2022. ناهيك عن أن دولا كثيرة تتجاوز نسبة الأميّة فيها رقما بين 60 % الى ما هو قريب من 80 % مثل بوركينا فاسو وجنوب السودان والنيجر ومالي وأفغانستان وكذلك الحال في تشاد وسيراليون والصومال والسنغال.
كيف يسير حال العالم بطمأنينة طالما يعيش 1.2 مليار شخص في 111 دولة نامية في فقر حاد. والأسوأ أن تقديرات البنك الدولي إلى أن نحو 8.5 في المئة من سكان العالم سيكونون فقراء للغاية (extremely poor) بحلول نهاية عام 2022. وبناء عليه هل نحن بحاجة للتذكير بأن "الفقير الخائف الجاهل" هو ضحيّة بريئة لعالم جشع، وهو بالنتيجة أيضا وقود محتمل للإرهاب والعنف والجريمة، ورقم جديد في موجات ملايين المهاجرين والنازحين. ترى من سأل أو سيسأل عن وفاة أكثر من 29,000 مهاجر (حسب إحصاءات المنظمة الدوليّة للهجرة) خلال رحلات الهجرة إلى أوروبا منذ عام 2014. وبحسب هذه المنظمة أيضا (والرقم هنا يعنينا كثيرا) فقد وصل إلى اليمن وحدها أكثر من 42 ألف مهاجر إفريقي منذ مطلع عام 2022. هذه الحشود من المهاجرين الفقراء إلى اليمن المغلوب على أمره، كيف ستجد لقمتها في بلد لا تجارة رائجة فيه سوى متاجرة بعض فئاته بالدمار والدماء مع ذاته وجيرانه؟
قال ومضى:
إن كنت عاجزاً عن الجواب فامنح السؤال حريّة التجوال..
http://www.alriyadh.com/1985747]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]