عندما تذكر الملامح الإنسانية في سياسات الدول المختلفة، تقف المملكة العربية السعودية متفردة في هذا المجال، فمن دعم الدول الفقيرة، ومحاربة الفقر والجهل والمرض، واجتثاث التطرف والإرهاب العالميين، إلى تقديم الخدمات الطبية المتقدمة بعيداً عن الجنس، واللون، والدين، ويهمني هنا الحديث عن البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة منذ عام 1990م، والذي نجح في فصل أربع وخمسين حالة، ودراسة وتقييم مئة وسبع وعشرين حالة تنتمي لأكثر من ثلاث وعشرين دولة، وتأتي دولة العراق على قائمة هذه الدول المستفيدة من هذا البرنامج السعودي الإنساني، حيث تمكن الفريق الجراحي المختص بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض، يوم الخميس الماضي، من فصل التوءم السيامي العراقي «عمر وعلي» الملتصقين بمنطقة أسفل الصدر والبطن، ويشتركان في الكبد والقنوات الصفراوية والأمعاء، وذلك بعد عملية جراحية معقدة استغرقت 11 ساعة، نفذت على ست مراحل، وشارك فيها 27 من الاستشاريين والاختصاصيين والكوادر التمريضية والفنية. وذلك بمستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني. وقد جاءت هذه العملية إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. إن هذا البرنامج السعودي الرائد يؤكد وبجلاء إنسانية هذه الدولة المباركة وقادتها الذين يضعون الإنسان ورفع معاناته أينما كان في هذا العالم الفسيح نصب أعينهم ولا يبتغون من وراء ذلك إلا الأجر من الله سبحانه. ويكفي مشاهدة الفرحة في أعين والدي الطفلين وسماع عبارات الدعاء لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لإدراك عمق هذه اللمسة السعودية الإنسانية.




http://www.alriyadh.com/1992704]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]