كم من مرة خدعنا وأوهمنا بأنا نقدم من أموالنا لفعل الخير! وكم من مرة استغلت مشاعرنا ووجهت للإنفاق على الشر بدلاً من الخير الذي كنا نتحراه! صحيح أن لنا رباً كريماً يحاسبنا على ما عقدت عليه نوايانا، ولكننا في عالم البشر نأسى على حالنا، وقد أسهمنا في مضاعفة ثروات بعض الساسة الذين تلاعبوا بالقضايا الأهم من أجل الثروات التي تركوها في النهاية للورثة! أو أولئك الذين جعلونا باسم الدين ومساندة الحق ننفق على تربية إرهابي هنا وآخر هناك حتى اكتشفنا متأخراً كل تلك الألاعيب، بعد أن تكدرت خواطرنا على كل بائس ومهجر، واشتعل حماسنا لنصرة الإسلام والمسلمين، حتى سقطت الأقنعة وأدركنا أن بعض أموالنا قتل بها أبناء الوطن، وبعضها سرق، وبعضها ذهب في خزائن المرضى والأفاقين و(كل أفاك أثيم)،
اليوم اختلف الحال وصرنا نعرف أين يذهب ريالنا، ومن يستفيد منه. اليوم صارت الدولة تشرف وبدقة على كل ريال ينفق في أوجه الخير الكثيرة عبر منصات إلكترونية تساهم في تقديم العون لكل محتاج، وكل ضائق، وكل مكروب، وكل مريض، وفي كثير من احتياجات من لا معيل لهم.
فإذا أردت أن تساعد المرضى فلك ذلك، وإذا أردت أن تفرج عن سجين مديون فلك ذلك، وإذا أردت أن ترمم بيتاً وصلت وبمنتهى السهولة واليسر، ستنفق في كل ما يمكن أن يخطر على البال من حاجات الناس، فما هو إلا ضغط على بعض الأزرار في هاتفك ليفرح قلبك بأنك أعطيت وأنفقت لوجه الله على من يحتاج فعلاً لمساندتك.
في التطبيق الأشهر والأهم (توكلنا) تستطيع تقديم العون، وكذلك في تبرع، وشفاء، وإحسان، وفرجت، وجود الإسكان، وغيرها من التطبيقات المراقبة من قبل الدولة، والتي أعدت لها قاعدة بيانات لكل فئات المحتاجين، ويسرت قيمة المشاركة فهي تبدأ من 10 ريالات وتصل إلى ما شاء للمتبرع أن يقدم.
تطبيقات مأمونة تعمل بدقة وسرية، أشعرتنا متابعتها بالأمان بعد أن كان الأمر معلقاً بأكف وثقنا فيها يوماً وهي ملطخة بالدماء أو بعار التلاعب بمشاعر الناس من أجل كنز الأموال للمصالح الشخصية.
إنه زمن ولى ولن يعود بإذن الله، ذاك الذي خدعنا فيه كثيراً، خدعت عقولنا ومشاعرنا ولكن ليس بعد الآن. فنحن اليوم نستشعر قيمة مبدأ التكافل الاجتماعي ونراه يتحقق بكل ما فيه من محبة وتعاون ورأفة على الوجه الأمثل والآمن، فيداخلنا الفرح إذا شعرنا بأننا ممن قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ)، والجميل أن هذه توزع خيراتها المحصودة من المنفقين على كل محتاج مواطناً كان أو مقيماً، فقد تعاملت مع منصة شفاء التي تجمع التبرعات للعلاج من أجل بعض الأخوات العربيات في أهم المستشفيات الخاصة، وقد كان عملهم دقيقاً، يتحرون، فتجمع فيه المعلومات الدقيقة والموثقة لتأكيد الحاجة لذلك، ثم تعرض تلك الحالات على المنصة لينفق المنفق بناء على رغبته في مساندة حالة ما أو حالات عبرها، وهو عمل يشكر فيه كل من يقومون عليه تطوعاً وخدمة إنسانية، ينفقون فيه بدورهم من وقتهم وجهدهم كما ينفق غيرهم من أموالهم، وكله خير ومصدر سعادة لجميع الأطراف، فهم يتحرون ما هو خير وأبقى، وعدهم به الغني الكريم حين قال عز وجل: (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ).
http://www.alriyadh.com/1992903]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]