اليوم قد يكون من الصعب معرفة الخط الفاصل بين الارتباطات أو العلاقات الصحية وغير الصحية، خاصة إذا لم يكن لدينا تجارب سابقة لعلاقات صحية.
اليوم الجميع يشعرون بنوع من الارتباط بالأشخاص أو الأشياء أو الأماكن. وعندما يرتبط ذلك الارتباط بمشاعر وتجارب إيجابي فمن المنطقي أننا قد نشعر بمقاومة فقدان هذا الشخص أو ذلك الارتباط.. ومع ذلك فإن لكل سلوك حدود فإذا تحول التعلق العاطفي إلى تعلق مبالغ فيه وبشكل مفرط يتحول ليكون تعلقا غير صحي يؤدي إلى تعطيل الحياة والدخول في حالة من الإرهاق العاطفي.
اليوم قد يسرقنا الوقت ونعتقد أننا في علاقة عاطفية صحية ولكن الحقيقة غير ذلك... لقد تحولت العلاقة إلى عادة ومنطقة راحة ولا نريد أن نخرج من تلك الدائرة الضيقة ونعتبرها كلعبة من ألعاب الطفولة التي نملكها وندخل في حالة من التخدير العاطفي ونؤجل أهدافنا لتصبح تلك العلاقة نوع من الهوس والهدف الوحيد الذي معه تسقط الأهداف الأخرى.
اليوم في العلاقات الصحية نستمتع بعلاقتنا مع شركائنا لكن بالمقابل نستمتع أيضا بأهدافنا وعلاقاتنا الأخرى... وفي حالة الاعتماد غير الصحي لا يمكنك الاستمتاع بفعل الأشياء أو السعادة بمفردنا ناهيك عن الشعور المفرط بالتشبث بالشريك وطلب المزيد من الوقت معه والشعور بالوحدة بدونه وأن الحياة لا يمكن أن نعيشها بدونه.
اليوم عندما ندخل في حلة غير صحية من التعلق بالشريك ننجرف ونصبح مهوسين إلى درجة محاولة تتبع سلوكه ومراقبة تصرفات الشريك في وسائل التواصل ونتقمص دور المحقق الخاص لعلنا نجد دليل الإدانة.. نريد أن نعرف أين هو ومع من وهل هوى مع شخص يحبه أكثر منا.. الخ، من التخيلات والسيناريوهات السلبية؟ ويعتبر هذا الأمر أكثر إغراء في عصر وسائل التواصل الاجتماعي حيث لدينا القدرة على التحقق باستمرار من تحديثات حالة الشخص ومشاركاته وما إذا كان متصلاً بالإنترنت، لكن في الحقيقة مثل هذه التصرفات تقودنا إلى الإرهاق العاطفي والتعلق غير الصحي.
اليوم من المهم أن ندرك أن الارتباط أو التعلق غير الصحي هو تفكير وممارسه سلوكية أنانية. هذه حقيقة يصعب قبولها، فسلوك التملك لشخص آخر يدخل في إطار الأنانية وحب التملك والتمركز حول الذات بشكل مفرط.. وبالتالي ستصبح العلاقة مع الوقت علاقة مسمومة وغير جاذبة.
اليوم أعتقد يجب أن نفكر ونسأل أنفسنا ما إذا كنا ذلك الشخص السام في العلاقة. إذا كان كذلك وكنت تهتم حقًا بما يشعر به شريكك، واستقلاله كشخص، فتمتع بالشجاعة للسماح له بالرحيل ولا تكون ذلك الشخص المسموم الذي سوف يكتوي أولا بسموم تلك العلاقة غير الصحية وتبعاتها من إحباط واكتئاب وتدن في مستوى تقدير الذات وإرهاق عاطفي.




http://www.alriyadh.com/1993563]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]