خرج الشباب من كأس خادم الحرمين الشريفين، وتراجع من صدارة ترتيب دوري روشن السعودي للمحترفين إلى المركز الرابع، كل هذا حدث بعد فترة التوقف لكأس العالم 2022، إذ تعرض الفريق لهزة قوية، أفقدته كثيرا من المكتسبات، وربما تفقده أكثر إن لم يتدارك رئيس النادي خالد البلطان الوضع، ويصلح ما يمكن إصلاحه، لا سيما وأن حظوظ الشباب في الدوري ما زالت قائمة في ظل التقارب النقطي بينه وبين المتصدر مع تبقي قرابة 16 جولة، بالإضافة إلى أن "الليث" تنتظره مهمة آسيوية نهاية شهر فبراير المقبل.
وعندما نتحدث عن "شيخ الأندية" لا يمكن تجاوز مسألة حاجته إلى وقفة وزارة الرياضة في ظل معاناة النادي ماليًا، وعدم امتلاكه عقد رعاية استراتيجيا كحال منافسيه، خصوصًا وأنه سيمثل الوطن في البطولة الآسيوية، ويطمح الشبابيون أن تلعب الوزارة دورًا مهمًا في تحسين وضع الفريق وتجهيزه للآسيوية بتقديم الدعم المالي لرئيسه خالد البلطان الذي ظهر أكثر من مرة وتحدث عن حاجته الكبيرة لذلك!
بالعودة لوضع "الليث" فنيًا، قبل فترة التوقف لم يكن في أفضل حال من الناحية الفنية، صحيح أنه لم يخسر أي مباراة، إلا أنه كان يعاني في بعض المباريات، لذلك كان مثل غيره يحتاج إلى فترة التوقف لأمور عدة، من بينها أن يتعرف المدرب الإسباني مورينو على الفريق بشكل أكبر بحكم توليه المهمة متأخرًا، ويراجع كثير من حساباته وقراراته وقناعاته التي ألقت بظلالها على الفريق واللاعبين.
لكن مورينو قدم لنا نسخة أسوأ بعد التوقف، وتعرض الفريق تحت قيادته لسلسلة من التعثرات، صحيح أن مستويات بعض اللاعبين متراجعة، لكن حدوث ذلك بالصورة التي رأيناها لعدد كبير منهم يؤكد بأن هنالك خللا فنيا ألقى بظلاله عليهم، ويتحمل مسؤوليته المدرب الذي يعاب عليه قراراته الفنية والأسماء التي يدخل بها المباريات وقراءته للخصم وتغييراته، بالإضافة إلى مجاملته لعدد من اللاعبين الأجانب على حساب اللاعبين المحليين!
مورينو جزء كبير من المشكلة، واستمراره فترة أطول يعني موسما جديدا للنسيان بالنسبة للشبابيين، لذلك أرجو ألا تتأخر الإدارة أكثر في إقالته والاستعانة بمدرب آخر قادر على قيادة المجموعة الحالية، وألا تكرر أخطاءها السابقة بالتأخر في إبعاد المتسبب، خصوصًا وأن البطولة الآسيوية تعتبر حلما للشبابيين، ولا يفصلهم عنها سوى أربع مباريات فقط، لكنها في ذات الوقت مهمة صعبة ولا تحتمل أي تخبطات فنية من مورينو!
من أبرز مشكلات الشباب أيضًا حاجته إلى مهاجم هداف يعرف طريق المرمى جيدًا، ويستغل الفرص التي تتهيأ للفريق، اذ شاهدنا كيف تناوب اللاعبون في عدد من المباريات على إهدار أهداف محققة، حتى سانتي مينا الذي استقطب لهذه المهمة لم يقدم المأمول منه، ولاحظنا خروجه كثيرًا من منطقة جزاء الخصم مما أثر على عطائه، كما يحتاج الفريق إلى ظهير أيمن متمكن دفاعيًا وهجوميًا، فالصقور فواز مجتهد، لكن في مباريات كثيرة يحبط زملاءه بسبب إهداره لمجهوداتهم بأخطائه المتكررة في اللمسة قبل الأخيرة!
ختامًا، أرجو أن تدرك إدارة الشباب بأن المدرب لا يستحق أن يراهن عليه، لأنه أخذ فرصته كاملة، واستمراره خطأ أكبر من خطأ التعاقد معه، الفريق يحتاج إحداث "صدمة"، ومن ثم تسليم المهمة لمن هو أكفأ من مورينو، الكرة في ملعب الإدارة وهي القادرة على إعادة الفريق للمسار الصحيح، والبداية بإقالة المدرب!
http://www.alriyadh.com/1994253]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]