اليوم، العمل الإغاثي الإنساني يواجه تحديات بشكل متزايد، حيث يستخدم كسلاح حرب، وحيث يجتمع المناخ السياسي للعقوبات والاقتصادات الموازية لخلق كوارث وتعريض الناس للخطر، وفي هذه السياقات تواجه وكالات الإغاثة معضلات عميقة في هل يمكنهما الاستمرار في احترام المبادئ المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف وقانون حقوق الإنسان أم إنه من المحتم أن يتم التلاعب بها من قبل الأطراف المتحاربة في مواجهة الإساءة والقتال؟ وهل يجب على الوكالات الانسحاب أو ببساطة أن تكون براغماتية وتفعل ما في وسعها وربما بطريقة أكثر تنسيقًا؟
اليوم، تعتمد التحديات التي تواجه العمل الإنساني جزئيًا على كيفية تعريف العمل الإنساني، فلا يوجد تعريف واحد ولا أحد يمتلك المفهوم الواضح من أن العمل الإنساني يتعلق بمفاهيم "الإنسان" وقيمة الإنسانية، وإذا عرف العمل الإنساني على أنه تعبئة من قبل البشر استجابة للمعاناة التي يعاني منها البشر الآخرين من أجل إنسانية مشتركة، فإن العمل الإنساني يصبح أيديولوجية صغيرة ومحدودة يجب توفيرها فقط لصالح أولئك الذين نسعى لمساعدتهم، ولكن بالإضافة إلى ذلك يجب أن يظهر العمل الإنساني أخلاقيات ضبط النفس فلا يمكن أن يخضع العمل الإنساني للمصالح السياسية، أو المبررات العسكرية، أو حتى التحركات الاجتماعية التقدمية نحو السلام والديموقراطية، فتلك أيديولوجيات وأفعال مختلفة بينما العمل الإنساني أصغر وأكثر دقة ومحدودية ولكن ليس أقل مثالية، وإذا كان العمل الإنساني فكرة صغيرة، فيجب تحقيقه بسهولة من خلال إعادة التأكيد على وحدة الإنسانية المشتركة وقيمتها، وبالتالي يجب ألا يتحدى أي سلطة بتقديم آمال الديموقراطية والسلام والحرية، لأن شكل السلام أو الديموقراطية والحرية هي قضايا سياسية تتعارض مع مفهوم العمل الإغاثي الإنساني مما يتطلب المزيد من الحياد من أجل الحصول على المصداقية للسماح له بالعمل وتقليل التحديات.
اليوم، المملكة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أسست لمفهوم مختلف في العمل الإغاثي الإنساني من خلال حوكمة ذلك العمل والتعاون والشراكة المحلية والعالمية بعيداً عن الأجندات والمزايدات السياسية، وعبر أيضاً آلية رصد دقيقة وطرق نقل متطورة وسريعة تتم من خلال الاستعانة بمنظمات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية ذات الموثوقية في الدول المستفيدة، ناهيك عن التنوع في المنتجات الإغاثية وبالذات المستدامة كالتعليم، والصحة، والإصحاح البيئي، والغذاء، والهيكلة الاجتماعية وأخيرا ما صرح به معالي الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على المركز أن المملكة العربية السعودية لديها الإمكانات والتأهيل والإرادة بشكل فريد لتصبح مركزا إقليميا للإمداد والنقل والخدمات اللوجستية الإنسانية وبالتالي فهو يجمع ما بين العمل الإغاثي الطارئ والعمل الإنساني المستدام، وهذا هو مربط الفرس في مفهوم العمل الإغاثي الإنساني.




http://www.alriyadh.com/1998174]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]