مقولة شهيرة للممثل عبدالعزيز مخيون (الفن لا يحتاج رقابة داخلية) هي تجسد المعنى الحقيقي للقيمة الأدبية والثقافية لأي عمل إبداعي يجسده الفن سواء بالدراما أو بالرسم أو بالأغنية، بطبيعة الحال الاتفاق على أهمية هذه المقولة لا نقصد به الانفلات والتجاوز الأخلاقي، لأن المعايير الأخلاقية في الأعمال الفنية تحترمها جميع الأمم باختلاف ثقافاتهم وقيمهم!
خلال هذه الأيام تعود الدراما بوهج مختلف ومعتاد، عمل تم إيقاف عرضه وعمل تم نفي أنه سيعرض، هذان العملان مهما كانت المسببات والمبررات والأنباء والبيانات الصحفية الرسمية وغير الرسمية تعتمدان في سردهما الدرامي على موضوع مهم وقائم حالياً وينفجر إعلامياً ما بين فترة وأخرى، وهو ممتد على مدار مئات السنين، ولكن تأثيرات تناوله والمواقف والزمن هو من يحدد العرض والوقت المناسب له، ولكن السؤال المهم بهذا الخصوص، هل تناول ما يسبب الشحن والتلاسن وتأجيج العواطف يحتاج لرقابة أم أن حرية الأعمال الفنية مطلقة ولا تحتاج (كبت) أو رقيب عليها، أسئلة متعددة لم نجد لها قوانين أو أدبيات في مجال الدراما العربية، حتى أنك تتساءل أحياناً هل هذه الأعمال اجتهادات شخصية أم خلفها داعمون، بطبيعة الحال نحن كمشاهدين ومتابعين لا يهمنا ما خلف الكواليس، نحن نبحث عن القيمة الفنية الراقية للدراما التي نشاهدها، لأن الفن هو تجسيد حقيقي ومباشر للواقع، الفنون هي المنتصر الدائم والكاتبة للتاريخ بصدق أكثر من الكتب التي تعتمد في روايتها على حالة المنتصر وما يريد ذكره وسرده.
لذلك وأمام هذه المقدمة التي يعرف الكثيرون ما أقصد تناوله، أنني تمنيت ومن باب الاحترافية ومن باب أن العلاقية ما بين المشاهد ومنصة (شاهد) التابعة لمجموعة MBC التي يتابعها برسوم مالية أن يكون هناك احترام للمشاهد في كيفية التعامل مع إيقاف عرض مسلسل بصورة مفاجئة، وعدم تبديل برنامج وثائقي به وكأنه استغفال للمشاهد بكل ما تعنيه هذه الكلمة، نعم قد نعذر منصة شاهد في حذف المسلسل، ولكن من باب الاحترافية من المهم توضيح الأمر للمشاهد الذي تربطك به علاقة إعلامية ومالية كمشترك بقنواتك، كان من المهم توضيح ولو بأسلوب دبلوماسي موضوع الحذف، بعيداً عن التأويلات والأسباب الحقيقية لحذف عمل درامي تناول موضوع نعرفه جميعا ونعرف خفاياه وتفاصيله التي تمتد تأثيراتها حتى يومنا الحاضر، نعم الحذف بهذه الطريقة أثار الكثير من الاستفهامات وأعطى للمسلسل أهمية اكثر، ولكن لازالت التأويلات حول الأسباب الحقيقية للحذف تتزايد، ولكن الأهم عندي حال المشاهد الذي يدفع ويتابع وفجأة ينحرم من متابعته ويضطر للبحث عن أسباب الحذف بالمواقع المختلفة والتي تكتب حسب أهواء أصحابها، فتضيع الحقيقية وتفقد المنصة مصداقيتها ونعيش في دوامة رفع الحرية كشعار فقط وكبت الأعمال الفنية التي تكشف الأقنعة ويخاف منها الكثيرون، فالحذف لن يستمر سيتم بث أي عمل فني حتى لو تم تسريبه.
http://www.alriyadh.com/2001008]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]