لن يستفيد المتلقي إذا كان يستمع إلى تحليل سياسي أو اقتصادي أو ثقافي أو غير ذلك من المجالات يطرح فيه المتحدث الآراء التي تتفق مع عاطفته أو عاطفة المتلقي ولا تستند إلى حيثيات علمية أو منطقية، هذا ما يحدث في بعض الحوارات وهو ما يؤدي إلى شجار وأصوات عالية ومقاطعات يعجز مدير الحوار السيطرة عليها أو هو أساسا يصنعها ولذا يتركها لمتعة الجمهور. هل هي فعلا متعة أم مضيعة وقت؟
الحوارات المفيدة هي المتحررة من سلطة مدير الحوار ومن العاطفة، هي الحوارات الموضوعية التي يشترك فيها المتخصص في الموضوع المطروح للنقاش ومن يملك مهارة التواصل والقدرة على الانصات والتفكير النقدي المستقل، والتمييز بين الرأي والأمنية، بين العلم والعاطفة، بين الحقائق والانطباعات، بين الرأي والمعلومة. يجد المتابع صعوبة في العثور على حوار موضوعي في مجالات مختلفة، مدير الحوار هو العامل المؤثر في نجاح أو فشل الحوار، التقديم أحيانا يقود الحوار نحو الوجهة التي يريدها مدير الحوار، وبالتالي يصبح الحوار ثرثرة إنشائية مملة لأنه لا يستند إلى حقائق أو دراسات وإنما يعكس ما في أذهان المتحاورين من أفكار جاهزة أو أمنيات تحت مسمى توقعات!
ماذا عن الذي يحاور نفسه فيقرر ويطرح الرأي القاطع ويعزز لنفسه ولا يقبل أي رأي آخر، ماذا يقال عن إنسان متعلم يمسح الحقائق ويلغي التاريخ بمزاجه؟! ويعلق على الأحداث والمشاريع تحت تأثير توجهاته المتقلبة حسب المصالح الشخصية، أما حين يكون هذا السلوك غير العلمي وغير الأخلاقي هو سلوك قنوات إعلامية فهذه كارثة وتحطيم لكل قواعد الإعلام النزيه، التقنية التي حولت كل فرد إلى وسيلة إعلامية أبرزت أهمية الثقافة والرقابة الذاتية حتى يتمكن الإعلامي أو غير الإعلامي من نشر ما يفيد، لكن بعضهم بدافع الشهرة أو الكسب المادي أعطى لنفسه الحرية كي ينتقد ويشتم وينشر الشائعات وكأنها حقائق، هؤلاء يطرحون الأكاذيب، والآراء القاطعة، والاتهامات وقد يفعلون ذلك تجاه مجتمع لا ينتمون إليه ولا يعيشون فيه ولا يستوعبون ما يحدث فيه من تغيير وتطوير لكنهم يصنعون لأنفسهم الفهم الخاص المبني على مشاعرهم الخاصة وليس على الحقائق كأنهم ينتمون إلى جماعة تحمل اسم (أعداء النجاح).
ظهرت أصوات إعلامية في هذا الزمن عبر الحوارات أو عبر وسائل التواصل مهمتها نشر فكر يعادي النجاح وينشر الفتن داخل المجتمعات وبين المجتمعات.




http://www.alriyadh.com/2001330]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]