كالممسك بـ«سلك الكهرباء العاري»، عندما أقترب من ملف التأمين بأنواعه المختلفة، الطبي والمركبات وما شابه أو اختلف، هذا الملف المتفرقة مسؤولياته على جهات عديدة، وكما لمجلس الضمان الصحي الذي يرأسه وزير الصحة ووزارته دور في إدارته، إضافة للشركات المنفذة للمنظومة على أرض الواقع المتمثلة في شراكة القطاع الخاص مع القطاعات الحكومية، وحتى نكون منصفين يجب أن نذكّر بأحوالنا قبل تطبيق منظومة التأمين الطبي أو التأمين على المركبات وحالة التشابك بين المواطنين بعضهم البعض، وحالة المواطنين بالجهات المعنية، وحالة الضياع والفشل والظلم التي غطت المجالات الصحية والخدمية.
ولأننا ننشد الأفضل يجب أن تكون نظرتنا أكثر عمقاً، لأننا نتابع حالة التشابك قد عادت أدراجها مرة ثانية، مطالبات وتكدسات وعراقيل، وحالات تنصل من المسؤولية أو هروب منها أو تجاهل وانفصام عن الواقع، وهذا أمر طبيعي لأن منظومة التأمين تفرق دمها بين العديد من الجهات، ولكل جهة روتينها ونظامها الإداري والمحاسبي الخاص بها.
أرى أن منظومة التأمين في المملكة بدأت قوية وقدمت صورة راقية أشادت بها العديد من دول العالم المتقدم، بل هناك العديد من دول المنطقة تريد استنساخ التجربة السعودية التأمينية، وتلك حقيقة شهد بها الآخرون دون تجميل أو تهويل.
نريد أن نرى التجربة في ثوب جديد وصورة تتماشى مع سرعة العصر وتحدياته، فمسألة الروتين وفلسفة الانتظار القاتل العالم يحاربها، لأنها تقضي على ما يسمى بالشغف والرغبة في الإنجاز والتجديد، نريد أن تصبح منظومة التأمين تحت مظلة واحدة، مع تفعيل أكثر لدور القطاع الخاص الذي يمتاز بالحيوية، فالحل من وجهة نظري أن تُنشأ هيئة مستقلة تكون مسؤولة عن منظومة التأمين ومواردها وميزانيات التشغيل المثلى، وتمتاز بالحيوية الإدارية المؤسسية، وتتعاطى مع الأجهزة الحكومية بسرعة وشفافية تصب في مصلحة الإنسان، لأنه المعني الأصيل بهذه الخدمة، وهو حجر الزاوية فيها، فلا نريد أن يتفرق دم تلك المنظومة بين الجهات مرة ثانية، حتى تعود لمنظومة التأمين الحيوية المفقودة، لضمان حقوق المرضى والمصابين.
النقطة الأخيرة الأكثر أهمية زيادة التأمين بشكل مبالغ فيه، رقابة حقيقية تحمي حقوق المواطنين، طالما الأمر يتعلق بشركات خاصة لا منافس لها، وتكاد تحتكر السوق التأميني،
لقد أصبحت الحاجة ماسة لهيئة مستقلة تدير شؤون التأمين في المملكة بفلسفة جديدة تتعاظم فيها الجدوى من وجودها.




http://www.alriyadh.com/2004933]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]