تعد المسؤولية الاجتماعية للشركات والمنشآت ظاهرة جديدة نسبيا في مجال الأعمال في المملكة العربية السعودية،
ويرتبط العمل الاجتماعي، بما يسمى العطاء الخيري، ونجدها متأصلة في الجينات الوراثية للشعب السعودي، ثقافة وأسلوب حياة ورثّه الأجداد لأبنائهم، ولكنني هنا أتكلم عن المسؤولية الاجتماعية أو ما يطلق عليها اصطلاحاً المسؤولية المجتمعية، أقصد العمل المؤسسي الذي تقوم به المؤسسات والشركات وفق دراسات جغرافية واجتماعية للبيئة المحيطة بنشاط العمل، فهل تؤدي كل شركة أو مؤسسة دورها الاجتماعي كما ينبغي؟ الإجابة بالطبع لا، فبعض الشركات لا يتذكرون هذا الأمر إلا في الحساب الختامي للشركة، ومن ثم تقوم بعمل أي شيء قد لا يمت للعمل الاجتماعي الفاعل بصلة.
وحتى لا تكون الصورة أكثر قتامة، لدينا مؤسسات وشركات تولي العمل الاجتماعي أهمية قصوى، بل وتبتكر فيه، فتأخذ المسؤولية الاجتماعية أبعاداً أخرى غير معتادة، منها ما يتعلق بالبيئة واحترامها، والعمل على تطويرها والمحافظة عليها ومكتباتها، وقد تتجه لمجالات أخرى ترتبط بالإنسان وبمقومات الحياة من مأكل ومشرب وصحة، وترفيه، والعلاقة بين الزملاء، وتوفير برامج التدريب والتأهيل، والاهتمام بجو الأسرة والعائلة التي ينتمي لها الموظف، وإلقاء الضوء عليهم، مثل دور الآباء والأمهات في نشأته وتعليمه وتقديم الثناء لهم من خلال منشأته، وينسحب الأمر على الزوجة والأبناء، مع بيئة عمل آمنة، وهناك نماذج أراها أكثر إشراقاً عندما يتم تمويل عمليات التعلم والتعليم للكثيرين غير القادرين، خاصة إذا ارتبط الأمر ببرامج تعليمية خارجية ذات جودة عالية، وأيضاً أتابع نشاطات العديد من الشركات التي تقوم بأعمال جليلة ترتبط بالصحة، فتقوم بإنشاء مراكز للعلاج الكلوي، أو القسطرة القلبية، أو تأهيل ذوي الإعاقة، إنها نماذج مشرفة تحتاج دعماً إعلامياً، حتى تنشط مثيلاتها وتقدم للمجتمع ما يستحق، فلسنا بمعزل عن العالم، ولتكن تلك الأعمال مجدولة معلومة وفق قواعد بيانات دقيقة، حتى لا نقدم نفس الخدمة لبعض الأشخاص أنفسهم بتكرار يحرم الآخرين من تلك الفرص.
إن آفاق العمل الاجتماعي وفق المسؤولية التي يتبناها العالم، تتسع لمجالات عديدة، تقدم خدمات وأفكارا مبتكرة للمجتمع، وترتقي بمقومات الحياة الاجتماعية، وتثريها وتدفع نحو الترابط، وإعلاء قيمة العمل الوظيفي، فليست المسألة مجرد روتين يومي يقوم به الموظف ليؤدي عمله اليومي وينصرف، الأمر أكثر أهمية من ذلك، مما يستدعي وجود برامج عالمية لتدريب الشركات، ومن ثم يتم تدريب العاملين فيها، وتقديم برامج توعية للمنشآت الصغيرة والكبيرة، فكل كيان عليه أن يقدم ما يستطيع وفق إمكاناته، دون تحايل، فرسالة العمل الاجتماعي من أسمى الرسالات التي تزيد من ترابط المجتمع وأبنائه.
إن المسؤولية الاجتماعية ليست قاصرة على بعض النشرات والتدريبات، بل يجب أن ترتبط بالمجتمع وما يشهده، وما يدعم مسيرته؛ بما يتوافق مع الخطط التنموية للدولة، ويضيف قيمة حقيقية لأفراد المجتمع.
http://www.alriyadh.com/2005256]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]