الإدارة في أي منظمة هي المسؤولة عن النجاح أو الفشل.
هذه حقيقة تنطبق على الأندية الرياضية، الفرق بين هذه الأندية والمنظمات الأخرى هو أن مناقشة أداء إدارات الأندية الرياضية يغلب عليه العامل العاطفي، هو نقد عبارة عن كلام إنشائي يحاول إسقاط الفشل على عوامل خارجية، ولذلك يتضمن التعامل مع الفشل طرح أسئلة عامة تبدأ عادة بكلمة (مَنْ)، مَنْ أسقط النادي؟ مَنْ المستفيد؟ وهذا النوع من الأسئلة لا يعبر عن نقد موضوعي يتعمق في دراسة المقدمات التي أدت إلى الفشل، ويبدو هذا النوع من الأسئلة وكأنه بطريقة غير مباشرة يدافع عن الإدارة ويوجه اللوم باتجاه عوامل خارج أسوار النادي.
الإدارة في النادي هي المسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة، في كرة القدم مثلاً هي التي تتعاقد مع المدرب واللاعبين والجهاز الإداري وإعداد الخطط الإدارية والمالية وتقييم الأداء، وهي المسؤولة أمام الجمعية العمومية.
مشكلة الأندية الرياضية هي عدم توفر النقد الذاتي، من يتابع ويناقش قضاياها هم إعلاميون مشجعون يقفون مع الإدارة دفاعاً عن أخطائها في مواجهة نقد يأتي من خارج النادي من إعلاميين يشجعون أندية أخرى، وهكذا يغيب النقد الموضوعي وتتكرر الأخطاء من إدارات الأندية والمشجع الإعلامي الذي يعرف الحقيقة ويتهرب من النقد باللجوء إلى لغة عاطفية تبحث عن الإنقاذ وليس عن حلول استراتيجية.
هذا النوع من النقد يبرر الفشل الفني بتوجيه الاتهام للتحكيم، ولا يجد ما يعلق به على الهدر المالي إلا بطرح السؤال المتكرر الذي يبدأ بـ (مَنْ).
تتكرر الأخطاء رغم وضوح الأنظمة واللوائح، ورغم وجود إدارات قانونية في الأندية، أخطاء بعضها له علاقة بعقود خارجية، وهي أخطاء لا تتفق مع التطور الذي تشهده المملكة في المجالات كافة.
إن غياب النقد الموضوعي يمكن الإشارة إليه من زاوية أخرى حين يفسر نجاح الأندية بتأثير عوامل خارجية وكأن الإدارة ليس لها دور في ذلك النجاح، وهذا طرح سطحي وعاطفي ويعكس درجة من التنافس الذي يصل مرحلة التعصب الرياضي، والمؤسف أن من يروج لهذا الفكر هم بعض الإعلاميين غير القادرين على طرح فكر مستقل متحرر من الميول.
وهكذا نجد أن التعامل مع حالات النجاح وحالات الفشل في الأندية الرياضية يتم تناولها بأساليب عاطفية وتقييم انفعالي لا يخضع لمعايير موضوعية، نقد يشكك في النجاح، ونقد يبرر للفشل. بعض من هذا النقد الذي يعقب الفشل يتضح في بعض الحالات أنه جزء من المشكلة وليس جزءاً من الحل لأنه يصمت عن الأخطاء، وحين تتضح النتائج الصادمة يأتي النقد بأثر رجعي وبلغة عاطفية غير مفيدة وبطريقة (ألم أقل لكم)؟!
http://www.alriyadh.com/2005371]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]