يخيَّل لي أحيانًا أن اتحاد القدم السعودي يقف موقف الحياد وعلى مسافة واحدة من طرفي نهائي دوري أبطال آسيا الهلال (السعودي) وأوراوا (الياباني) في مواجهتيهما بعد 4 أسابيع، فبعد ضغط مباريات الفريق في شهر أبريل، وإجباره على خوض 7 مواجهات حاسمة في الدوري وكأس الملك قبل مواجهة الذهاب أمام أوراوا نجد هذا الاتحاد يقف موقف المتفرج وهو يشاهد الفرنسي هيرفي رينارد يسحب معه لاعبي الهلال في معسكره الذي أقامه في جدة خلال أيام «الفيفا» الأسبوعين الماضيين!
المنتخب السعودي أولًا بلا شك؛ لكن المصيبة تكمن في أنَّ هذا المعسكر لا قيمة له، والمنتخب لا تنتظره أي مشاركة رسمية قبل 9 أشهر، أمَّا الكارثة التي كشفتها استقالة رينارد هي أنَّ هذا (الفرنسي) كان قد أبلغ الاتحاد (السعودي) رسميًا بمغادرته قبل 5 أيام من معسكر جدة؛ ورغم ذلك لم يتحرك المسحل ورفاقه لإلغاء المعسكر الذي لن يكون ذا قيمة ومن يقوده مدرب راحل، أو على الأقل لاستثناء لاعبي الهلال (ممثل الوطن) من هذا المعسكر، ومنحهم بعض الراحة كأقل دعم يمكن أن يقدم للفريق (السعودي) الذي سيلعب على نهائي دوري أبطال آسيا.
أي خذلان أكثر من هذا أيها الأستاذ العزيز والخلوق واللبق والمؤدب ياسر المسحل لممثل الوطن الذي خسر في هذا المعسكر الكئيب وعديم الفائدة والطعم واللون والرائحة لاعبين مهمين تعرضا للإصابة؟!
لو أنَّ المنتخب السعودي على أعتاب مشاركة مهمة وقريبة لقلنا بصوتٍ واحد: «الأخضر أولًا»، أما سحب لاعبي الهلال لمعسكر جدة وإشراكهم بالجملة في مواجهتي فنزويلا وبوليفيا وتعريضهم لمزيد من الإرهاق والإصابات وهم مقبلون أصلًا على 7 مباريات مهمة عليهم أن يخوضوها في أقل من 3 أسابيع قبل مواجهة أوراوا فهذا لا تفسير له سوى أنَّ المسحل ورفاقه نسوا بشكل تام أنَّ الهلال فريق (سعودي) سيلعب على نهائي القارة، وأنَّ هذا اللقب سيسجل باسم هذا الوطن الغالي قبل أن يسجل باسم الهلال.
المشكلة وبعيدًا عن الهلال.. هذا المعسكر كان بالفعل (مهزلة) ودليل على التخبط الإداري الذي يدار به اتحاد القدم، فالمعسكر سلبياته أكبر من إيجابياته إن كان له إيجابيات، والمدرب القادم لن يبني على هذا المعسكر شيئًا، وفي تصنيف الفيفا للمنتخبات لن يكون من الجيد أبدًا أن تخسر مباراتين متتاليتين من منتخبين متأخرين عنك في التصنيف، لذلك يمكن أن ينطبق على هذا المعسكر المثل الشعبي: «ليتنا من حجنا سالمين».
قصف
المدرب المغربي وليد الركراكي حقق لقب الدوري مع اتحاد الفتح المغربي والدحيل القطري والوداد البيضاوي قبل أن يتسلم مهمة تدريب المنتخب المغربي، أتمنى أن ينتقل مدربنا الوطني الشاب سعد الشهري من مرحلة قيادة الفرق والمنتخبات السنية، وأن يخوض تحديات أكبر في الدوري السعودي مع فريق ينافس به على اللقب.
مازلت أجهل سر مطالبات إعلام وجماهير النصر منذ سنوات بالشهري مدربًا للمنتخب وعدم مطالبة إداراتهم يومًا بالتعاقد معه.
رحيل رينارد بهذه الطريقة أمر غريب؛ فكيف لمدرب حقق نجاحًا لافتًا مع منتخب ما في محفل عالمي مثل كأس العالم، ومدد عقده معه قبل مدة بسيطة لسنوات قادمة أن يتركه ويذهب لتدريب منتخب سيدات؟!.
http://www.alriyadh.com/2005504]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]