يقال توضيح الواضحات من الفاضحات ولكن في بعض الأحيان يضطر المرء لتوضيح هذه الواضحات؛ لأن هناك من الجهال ومحدودي التفكير ممن لا يفهمون خطاباً ولا يردون جواباً ولا يستوعبون حقيقةً يحتاجون لتثقيف رياضي ورفع لمستوى الوعي لديهم، خاصة في الجانب الرياضي وهو الوسط المليء بالألغام والذي ينضح تعصباً في شوفينية متغلغلة في الأعماق تجعل فئة لا يستهان بها من الإعلاميين والشرفيين والجماهير تعتقد أن النادي ملك من أملاكها وحصة من ممتلكاتها، يُنصّب من يريد ويقصي من لا يريد، يطالب بأسماء ويرفض أسماء ويجب أن يدار النادي وفق رؤيته وتحت معاييره الخاصة دون الاكتراث للآخرين وما يحملونه من أفكار…
هذه العقلية بلغت أعلى درجات التعصب فتجد حامليها عندما يتطرق الناقد أو الصحفي أو حتى المشجع لهذا النادي أو ذاك بطرح رياضي خالص تثور ثائرتهم وتنتفخ أوداجهم وتحمر أوجانهم وتسمع لهم زمجرة فلا يقبلون أي كلمة تجاه ناديهم الذي ينتمون له (تشجيعاً لا تمليكاً)، بل إن بعضهم مستعد لخوض الغمار في انتهاك الأعراض وإطلاق لسانه منفلتاً لا يلوي على شيء، لا لشيء فقط إن جاء أحدهم بذكر للنادي، وكأنه تحت وصايتهم وداخل حدود حماهم وممتلكاتهم؟
هؤلاء المتعصبون المتأزمون هم الجانب المظلم والوجه القبيح في عالم كرة القدم الجميل والشيق والممتع، وهم من حولوها من "كُرَة قدم" إلى "كُرْه بغيض" ومن "لعبة" إلى "لعنة" فأصبحت كرة القدم تربة خصبة لإشاعة الفوضى وبث الأحقاد ونفث السموم وانتشار البغضاء بين أفراد الشعب الواحد والموحد، وأعرف شخصياً الكثير من الرياضيين الذين اعتزلوا المتابعة وفقدوا الشغف وتركوا الساحة الرياضية لهذا السبب؟
رسالتي لهؤلاء المتأزمين -هداهم الله لأحسن الأفعال-، هي أن ملكية الأندية السعودية تعود للحكومة -حفظها الله بحفظه- وتحت إشرافها وخاضعة لها خضوعاً تاماً ممثلة بوزارة الرياضة وهي الجهة المخولة بإدارتها والصرف عليها ومحاكمتها وتنظيم هيكلتها، فلا تجعلوا من أنفسكم أوصياء على هذا الأندية الحكومية فليس لكم من الأمر شيء سوى التشجيع والمؤازرة، أما نصب العداء وتعليق المشانق والتجريد من الميول لكل من يتحدث عن النادي بنقد أو غيره فهذه غير مقبولة إطلاقاً ويجب أن يجتث هذا الفكر ويقطع دابره وتكسر شوكته، طالما أن الحديث رياضي بحت لا تجاوز فيه، فالكل له الحق في إبداء رأيه تجاه أي قضية رياضية فلا توصية لأحد على أي نادٍ ولا ملكية له عليها، أما من يخرج عن الإطار المرسوم والذوق العام فهناك جهات منوط بها مساءلته ومحاسبته ومعاقبته إن لزم الأمر.
http://www.alriyadh.com/2008261]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]