كان من الطبيعي أن يكسب الهلال النصر مساء الثلاثاء الماضي الذي امتد إلى صباح الأربعاء بعد احتساب أطول وقت إضافي في تاريخ الكرة السعودية؛ لكنَّ الشوط الثالث لم يكن كافيًا لرونالدو وزملائه حتى لتسجيل هدفٍ شرفي، بل كان من الممكن أن تزيد الغلة الزرقاء لو تعامل سالم وكنو مع هذه الدقائق بجدية أكبر!.
كانت واحدة من أسهل المباريات على الهلال هذا الموسم؛ لأنَّ الهلال لا يعاني إلا أمام الفرق التي تعترف له بالأفضلية وعلو الكعب ولا تعلو قدرها، أما الفرق الأخرى فغالبًا ما تكون صيدًا سهلًا لزعيم القارة وكبيرها، وهذه هي أزمة النصر الحقيقية مع الهلال!.
الهلال وإن كان قد ابتعد كثيرًا عن لقب الدوري إلا أنَّه لعب للفوز وقاتل عليه لإسكات الضجيج الذي قد يحدث في حال خسارته، وهو ضجيج لا يحتاجه الهلال تحديدًا في هذه الفترة التي يستعد بها لخوض نهائي دوري أبطال آسيا، وكان من أجمل ثمرات الانتصار الهلالي نقل الضجيج للداخل النصراوي لينعم الهلاليون ببعض الهدوء، ويتفرغوا للمهمة الآسيوية.
أما عشاق العميد فقد استقبلوا العيدية الزرقاء بفرحٍ كبير، وبقي على الساطي والخلوق عبدالرزاق حمد الله الذي ظهر مع الاتحاد بثوب أكثر انضباطية ووقارا وتفرغا لكرة القدم أن يستغل هو وزملاؤه هذه الفرصة وأن يعمقوا الفارق النقطي بنقاط الليث الخميس المقبل؛ ليصبح الفارق 6 نقاط، والأكيد أنَّ حتى هذا الفارق النقطي غير مضمون ولا يكفي للتراخي والاسترخاء، حيث يتبقى بعدها 6 جولات أمام الاتحاد أصعبها أمام التعاون في بريدة، وأمام الهلال في الرياض، وأمام الفيحاء في المجمعة، ولا بد أن الاتحاديين استوعبوا درس العام الماضي جيدًا، وتيقنوا بأنَّ التفريط والارتخاء عقوبتهما قاسية جدًا وطعمها مر!.
وقبل مواجهتيهما أمام أوراوا والشباب سيلتقي الفريقان اليوم في مواجهة كسر عظم على نصف نهائي كأس الملك، ولا شكَّ أنَّ الهلال الذي اكتشف أنَّ مواجهة النصر كانت مناورة جيدة استعدادًا للنهائي الآسيوي لن يجد نفس السهولة والراحة والأريحية أمام مضيفه الاتحاد، والفريقان سيقاتلان بالتأكيد على الفوز رغم أنَّ عين الهلال وشطرا من عقول وقلوب لاعبيه ستكون مع النهائي الآسيوي، وكذلك الاتحاد الذي يستعد لمواجهة مصيرية في سباق الدوري أمام الشباب، أمَّا إن كان هناك مستفيد أكبر من توقيت هذه المواجهة فهو بلا شك أوراوا الياباني الذي توقعت أن يتحلى مسؤولوه بشيء من اللباقة والذوق وأن يرفعوا خطاب شكر لرابطة دوري المحترفين السعودي ولاتحاد القدم ولجنة مسابقاته على كل ما قدموه له من دعم قبل نهائي آسيا، لكنَّها قلة الذوق وانعدام الإحساس عافنا الله وإياكم؟!.
قصف
** الإخراج التلفزيوني أصبح له تأثير كبير على القرارات التحكيمية أثناء المباراة والانضباطية بعدها؛ لذلك يجب أن يُعاد النظر في حيادية ومهنية من يقوم عليه!.
** نعم هناك تقارب هلالي واتحادي وشبابي على جميع الأصعدة في هذه الفترة، لكن الحقيقة التي يتجاهلها النصراويون هو أنَّ إعلامهم وإداراتهم المتعاقبة هم من صنعوا هذا التقارب!.
** يجب أن يُدرج ضمن عقود اللاعبين الأجانب بند يلزمه باحترام عادات وتقاليد البلد وثقافة المجتمع والذوق العام، مهما كان اسم اللاعب ومهما بلغت قيمته!.
http://www.alriyadh.com/2008980]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]