مازال الوضع في السودان متأرجحاً، ومازال صوت السلاح سيد الموقف، ورغم كل المحاولات والمناشدات لوقف النار والجلوس إلى طاولة الحوار إلا أنها لم تجد آذاناً صاغية من طرفي النزاع الذي يرى كل منهما أنه على حق وأن الغلبة ستكون له.
ليس مهماً من ينتصر، المهم أن يخرج الشعب السوداني من هذه الأزمة بأقل خسائر ممكنة، رغم أن الخسائر في الأرواح والممتلكات موجودة عطفاً على سير المعارك في مناطق مأهولة بالسكان، لكن الأمل في عدم زيادتها، لأن في ذلك تعقيداً للوضع أكثر مما هو معقد بالفعل، فليس هناك أسوأ من الحرب الأهلية طالت أو قصرت، لأن ندوبها لا تُمحى بل تبقى شاهد عيان على مر السنين، وما يحدث في السودان سيضاف إلى سلسلة من الأحداث التي مر بها عبر الزمن ومازال السودانيون يتذكرونها رغم مضي عقود عليها، فالسودانيون شعب يهتم بالسياسة وقلما تجد أحداً منهم لا يقحم نفسه فيها متحدثاً أو معلقاً أو صاحب موقف، وهذا معروف عند الإخوة السودانيين، هذا الأمر يساهم أيضاً في التعقيد لأنه ليس بآني وإنما مستمر إلى ما بعد انتهاء الأزمة, وسيأخذ مسار التساؤل عن مصير السودان في المقبل من الأيام وما سيؤول إليه وضعه، وهل سيستمر الوضع على ما كان عليه قبل بدء النزاع، وهل سيكون هناك وضع آخر مختلف بأجندة سياسية حقيقية تؤدي إلى استقرار السودان، ولكن يسأل السودانيون سؤالاً غاية في الأهمية وفي نظري هو السؤال الأهم: إلى متى ستستمر هذه الحرب التي لم يمضِ إلا أسبوعان عليها ونتج عنها كوارث إنسانية من نقص في الخدمات خاصة الطبية منها، إضافة إلى بداية شح في المواد الغذائية والخدمات الأخرى التي يعاني السودان من نقصها حتى قبل بداية الأزمة؟!
على القوى المتنازعة في السودان وضع مصلحته العليا وأمنه واستقراره قبل أي هدف آخر، فلا أحد يعرف كيف سينتهي النزاع، ومتى، وماذا ستكون محصلته.




http://www.alriyadh.com/2009801]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]