كل مواطن اليوم هو مسؤول عن وطنه والمجتمع الذي يعيش فيه، ولا مجال للمجاملات أو المداهنات أو الصمت عن حق الوطن في حربه ضد مهربي المخدرات ومروجيها ومتعاطيها، ولنكن داعمين لإجراءات الحزم ونصبح أدوات بناء لهذا الوطن ونؤدي دورنا ومسؤوليتنا تجاه ولي الأمر وارتكازه على همتنا وطاقتنا وصدقنا ووطنيتنا..
المؤكد أن المملكة العربية السعودية كدولة ذات سيادة ومكانة وثقل وقيمة وطنية وإسلامية وإنسانية ومن مناط المسؤولية الرشيدة والحكيمة مؤكد تهمها مقدراتها ومقوماتها ومواطنيها وحتى المقيمين على أراضيها فتحرص وتلتزم بحماية واحترام وإعمال الواجب المقرر والمفروض لتحقيق الأمن وتثبيت الأمان وتعزيز الاستقرار وتكريس التنمية المستدامة في كل مجال ودعم صحة الإنسان ومنحه قيمته؛ وذلك من خلال تخصيص أقصى قدر من الموارد المتاحة والإمكانات المسخرة أمنيًا وصحيا واجتماعيا وإداريا بهدف ضمان الوصول إلى العيش الكريم، والسلامة العامة، والأمن المستتب، والصحة المميزة عبر توفير وتعزيز قيمة وجودة الحياة ونشاط التفاعل الإنساني الجميل بين أفراد المجتمع.
ولا شك أن المملكة مستهدفة من كل متربص طامع مملوء قلبه بالضغينة والحقد ونيات الإفساد وخصوصا الاتجار القذر المتشكل من بيع سموم المخدرات والتفنن بطرائق تهريبها، وابتكار أساليب ترويجها وتسويق تعاطيها بشتى السبل غير المشروعة، وكذلك باستخدام أفكار شيطانية لجذب المتعاملين والمفسدين للدخول في دائرة الكسب المزعوم أو علاج المزاج وترويجه، وحين تنطلق حملة حازمة أو جهود حاسمة بتوفيق الله عز وجل ثم بعناية ورعاية من قيادتنا الرشيدة ممثلة بوزارة الداخلية ورجالها العيون الساهرة بالحرب على المخدرات ومكافحة تهريبها وترويجها وتعاطيها من الإحساس والاستشعار العالي بأن الحرب زادت وتيرتها وارتفعت حدتها فكأن رد الفعل بما يناسب ذلك من سن إجراءات قانونية ووضع لوائح نظامية جديدة تواكب المستجدات التي طرأت على تحركات وبيع مثل تلك السموم بشكل محموم، فكانت هذه الإجراءات بمثابة برهان وشاهد واضح على عظيم إحساس واستشعار قيادتنا الحكيمة المتابعة وعنايتها بالمواطن والوطن وحماية العقول والأنفس والمجتمع كاملا، لذا وجب علينا أن نكون جميعاً عند ثقة قائدنا المُلهم الذي قال "أعيش بين شعب جبار وعظيم" في التفاعل بالتصدي لأي حراك مشبوه أو مشاهدات مريبة أو ملاحظات غير مريحة تتعلق بموضوع المخدرات وغيرها فيكون كل مواطن هو الجندي الحامي الأول بعد رعاية الله وحوله ومنته وهو العين البصيرة للوطن، ودوما ما نجد أن للمواطن دورا كبيرا في مساندة جهود الأجهزة الأمنية بالإبلاغ عن مهربي ومروجي ومتعاطي المخدرات.
وعلى كل مواطن سقط في حفر هذه التعاسة والمصيبة أن يسأل الله العافية منها ويراجع عقله وقلبه فتلك المخدرات تسلب المال والصحة مقابل وهم زائل لا وجود له فتدبر عنه الدنيا وتغلق في وجهه أبواب السعي، ومن عاش بها مات بها كل يوم، وليقتنع كل مبتلى أن المخدرات أسوأ وسيلة تواجه بها مصاعب حياتك.. ومن يتخذها طريقا للهروب فمؤكد أنه جبان نسأل الله العظيم أن يعافينا ويحمينا جميعا.. وحقيقة الوهم لا يصنع الطمأنينة المزعومة فالعقل نعمة والصحة نعمة من الله والمال زينة الحياة فلا مجال لعاقل أن يهدر كل تلك النعم من أجل الوهم..
وعلى ذلك يجب تعلم طرق صحية للتعامل مع الضغوط النفسية وتشمل طرق الوقاية من المخدرات تعلم الفرد أساليب ومهارات صحية للترويح عن نفسه والتخفيف من الضغوط النفسية وأعباء الحياة، ومحاولة إشغال الذات عن فراغها والحرص على شغل أوقات الفراغ بأنشطة مفيدة لا سيما لدى المراهقين والشباب في التغلب على الملل الذي يولد الرغبة في البحث عن شيء جديد لإلهاء النفس، وهو ما قد يوقعهم في قبضة الإدمان.. حيث يفيد قضاء أوقات الفراغ في ممارسة هواية محببة، أو المشاركة في الأعمال التطوعية، أو النشاطات الاجتماعية الهادفة، في التغلب على الشعور بالإحباط والملل وهو أحد طرق الوقاية من إدمان المخدرات وانتقاء أصدقاء وخلان التقوى والخير، أو ممارسة الهوايات المفضلة، والفضفضة والترويح عن النفس، وممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو التنفس العميق.. وليدرك كل شخص أن الحفاظ على حياة صحية متزنة هو من سبل الوقاية من تعاطي المخدرات، فأحداث الحياة المرهقة تؤثر على الصحة البدنية والنفسية، ولكن يساهم الاعتناء بالنفس في تخفيف هذه الأعباء.
اليوم في المملكة ونحن نعيش بفضل الله ومنته ثم بحكمة قيادتنا العظيمة في نعم كثيرة وفي خيرات وفيرة واستقرار كريم كل ذلك يغرس في قلوب الحاسدين ضغائن الرغبة في الأذى ومحاولة سلب وتشتيت هذه النعم بالزعزعة والإفساد والتدبير الشيطاني، لذا كل مواطن اليوم هو مسؤول عن وطنه والمجتمع الذي يعيش فيه ولا مجال للمجاملات أو المداهنات أو الصمت عن حق الوطن في حربه ضد مهربي المخدرات ومروجيها ومتعاطيها، ولنكن داعمين لإجراءات الحزم والحسم ونصبح أدوات بناء لهذا الوطن الكريم المنعم عليه ونؤدي دورنا ومسؤوليتنا تجاه ولي الأمر وارتكازه على همتنا وطاقتنا وصدقنا ووطنيتنا، فكونوا دوما لخير الوطن أقرب فهو خير لنا ولأهلينا.
http://www.alriyadh.com/2010203]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]