الفكر المتطرف الذي يقود إلى أعمال إرهابية هل ينتهي مباشرة بتصفية القياديين؟ اختفى كثير من قادة المنظمات الإرهابية ولم يختفِ الفكر واستمرت المنظمات. هل العالم يحارب التطرف والإرهاب عسكرياً وليس فكرياً؟، يطارد قادة الإرهاب، يتخلص منهم ثم يفتح صفحة جديدة للتعريف بالقائد الجديد وكأنه يرحب به أو يختاره. منطقية السؤال تقود إلى منشأ هذه المنظمات وأهدافها ومن يدعمها لخدمة مصالحة السياسية. استمرار المنظمات الارهابية رغم اختفاء قادتها ورغم وصفها بأنها ارهابية هو أمر يدعو للتساؤل، هل هو فشل فكري أم خلل في التعاون الدولي ربما لخدمة مصالح دول تستفيد من بقاء هذه المنظمات على قيد الحياة؟
هل يشكلون المنظمات الإرهابية لتحقيق أهدافهم الخاصة ويصنعون الزعيم بالماكينة الإعلامية القوية وإذا انتهى دوره وتمت تصفيته تدور الماكينة الإعلامية للبحث عن زعيم جديد؟ ويستمر الابتزاز ونشر الابتزاز،
وتستمر البطولات السينمائية عبر أفلام تبرز بطولات خارقة ينتصر فيها البطل بتحطيم التمثال الذي صنعه. قبل تحطيمه كان هو القيادي الشجاع الذكي المحنك المناضل الثوري الذي يصعب تحديد مكانه ويصعب القضاء عليه لكن لا بد للفيلم من نهاية ينتصر فيها صانع الإرهابي على ذلك القيادي ليستبدله بشخص آخر تتولاه الآلة الإعلامية فتقدمه كعدو جديد خطير ويستمر المسلسل ويستمر الاندهاش والتعجب وجوائز البطولات السينمائية. إنها فوضى مدمرة يقودها الأقوياء تحت غطاء ديني لتحقيق مصالح سياسية اقتصادية أنانية. لن يتحدث هذا القوي عن محاربة الإرهاب فكرياً، هو لا يجيد غير التعامل العسكري كما يجيد زرع الفتن التي تمكنه من السيادة ونشر الفوضى المدمرة عبر منظمات تحمل أسماء مختلفة لكنها تجتمع حول أهداف مشتركة هي أضعاف الأنظمة الشرعية بشعارات خادعة وتسليح خارجي يشكل دولة داخل دولة ويعمل لأهداف ضد مصلحة الأوطان وأمنها وتنميتها. تنكشف هذه المنظمات لكن الداعم مالياً وعسكرياً وإعلامياً لا يتوقف عن الدعم ولا يعجبه الأمن والاستقرار وسلوك طريق العلم والتنمية والتقدم، نضع علامة استفهام أمام كل ما تقدم ونبحث عن الإجابة.
ربما تكمن الإجابة على التساؤلات السابقة في هذا السؤال: هل الفكر الذي تعلنه المنظمات الإرهابية أو الميليشيات فكر حقيقي أم مجرد شعارات خادعة وغطاء يستغل الدين لأهداف سياسية تخدم المصالح الخارجية وليس الوطنية؟ بعبارة أخرى، لا يوجد فكر ولا مبادئ ولا أهداف وطنية، هي خطط سياسية تتغطى بشعارات خادعة للشعوب لاستغلال الموارد وتحقيق استراتيجيات سياسية بعيدة المدى بالاتفاق بين المنظمات الإرهابية وصانعيها.
http://www.alriyadh.com/2012026]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]