تحركت المملكة العربية السعودية منذ اندلاع الحرب في السودان بين فصائل محلية على خلفية نزاع عسكري على السلطة وهو بين الجيش والدعم السريع، من أجل السودان وشعبه الطيب ومن أجل استقرار المنطقة فكانت جهود المملكة كبيرة وقوية وهي تركزت في ثلاثة محاور، كما تابعنا خلال الفترة الماضية، أول تلك المحاور بدأت بالإجلاء الإنساني الذي شمل جميع الجنسيات العالقة في الأراضي السودانية لعدد من المواطنين السعوديين والكثير من رعايا الدول الشقيقة والصديقة بجهود كبيرة من المملكة العربية السعودية وجميع قطاعاتها المعنية بذلك.
أعلنت وزارة الخارجية قبل عدد من الأيام الانتهاء من تنفيذ كامل عمليات الإجلاء الإنساني والتي جاءت بتوجيهات ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- وقد شملت العلميات التي نفذتها المملكة 11184 شخصاً (ينتمون إلى 110 جنسيات).
يأتي بعد ذلك المحور الثاني وهو إعلان جدة والذي أعلنته كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية في 11 مايو 2023م، حيث جمعت مدينة جدة ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مبادرة لحل الأزمة السودانية، وقد كان هناك عدد من المحادثات التي تمت وإعلان الالتزام بحماية المدنيين، وهذا يعتبر خطوة أولى وستتبعها خطوات أخرى والأهم هو الالتزام بما تم الاتفاق عليه، والمملكة ستعمل حتى يعود الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق وهذا ما صرح به صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي.
تستمر جهود المملكة في ظل الأزمة السودانية الحالية وإنفاذناً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- في الوقوف مع الشعب السوداني الشقيق، فقد أطلقت الحملة الشعبية عبر منصة ساهم لمساعدة الشعب السوداني الشقيق وقد بدأ رجال الأعمال والشركات والأفراد في التبرع بمبالغ كبيرة، وفي ذات الوقت استمرت جهود مركز الملك سلمان للإغاثة وهو الجهة الرسمية والوحيدة في تلمس الاحتياجات الإنسانية للشعب السعودي والعمل على توفيرها، وقد بدأت قوافل الجسر الجوي السعودي في الوصول إلى مناطق المتضررين في الأراضي السودانية وهي تحمل أطنانا من المواد الغذائية والمواد الإيوائية والطبية.
إن جهود المملكة العربية السعودية في ظل الأزمة السودانية الحالية هي جهود ليست بجديدة في كل موقع على الكرة الأرضية حين تمد يدها سواء دولة شقيقة أو صديقة لطلب العون وهي جهود دبلوماسية ومحاولة إيجاد حلول سياسية ولا تتوقف عند ذلك، ولكن تمتد إلى الشؤون الإنسانية في توفير الاحتياج للإنسان في مواقع النزاع، وهذا ما تقوم به مملكة الإنسانية وطن الخير والعطاء من أجل النفس البشرية. وما نقوله في النهاية كان الله في عون الشعب السوداني للخروج من هذه الأزمة وبارك الله فيما تقوم به المملكة من أجل أشقائها في السودان.




http://www.alriyadh.com/2012264]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]