يأتي استقطاب معرض "سيرن" إلى المملكة العربية السعودية للمرة الأولى، في إطار نقل المعرفة إلى المملكة وإلهام الطلاب والمبدعين والموهوبين، وتمكينهم من اكتشاف الشغف وتحصيل العلم والمعرفة ومتابعة الحلم، واستكشاف الفرص والاستفادة من التكنولوجيا، وقيادة التغيير في العالم لتشكيل المستقبل الجديد..
"سيرن" اختصار للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية، وتعود فكرة إنشائه إلى عام 1952، عندما أدرك الأوروبيون أهمية أبحاث الطاقة النووية وحاجتها إلى مركز ضخم يتناسب مع هذه الأهمية، ويجمع خيرة العقول العاملة في هذا المجال، وفي الدورة السادسة لمجلس "سيرن"، التي عُقدت في باريس 1953، وُقعت اتفاقية إنشاء المنظمة، وجرى تصديقها من قبل 12 دولة أوروبية، هم الأعضاء المؤسسون.
تزامن تأسيس هذا الصرح العلمي الكبير مع خروج أوروبا من حربين عالميتين، ليكون المشروع بداية التعاون الأوروبي على الصعيد الاقتصادي.
وتضم "سيرن" في عضويتها 22 دولة، ووظيفتها الرئيسة توفير مسرعات الجسيمات وغيرها من البنى التحتية اللازمة لبحوث "فيزياء الطاقة العالية"، ومنها نجحت المنظمة في بناء واحد من أكبر معجلات الجسيمات في العالم، وفاز عدد من علمائها بجوائز نوبل في الفيزياء.
المملكة العربية السعودية هذا العام ولأول مرة أقامت "معرض سيرن" والذي كان نتاج وثمرة تعاون بين مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة"، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "كاكست"، والمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية "سيرن"، وبدعم الشركاء من وزارة الطاقة، ووزارة التعليم، وهيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، ومعرض مشكاة التفاعلي للطاقة الذرية والمتجددة.
وكان استقطاب معرض "سيرن" إلى المملكة للمرة الأولى، والذي أقيم في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بمقرها في برج الابتكار، ولمدة ثلاثة أشهر، فاتحاً أبوابه يوميًا، يأتي في إطار نقل المعرفة إلى المملكة وإلهام الطلاب والمبدعين والموهوبين، وتمكينهم من اكتشاف الشغف وتحصيل العلم والمعرفة ومتابعة الحلم، واستكشاف الفرص والاستفادة من التكنولوجيا، وقيادة التغيير في العالم لتشكيل المستقبل الجديد.
معرض "سيرن" لا شك أنه أسهم في تعزيز الشغف وإلهام الزوار في مجالات الفيزياء الحديثة كأحد أهم العلوم الطبيعية التي ساعدت البشرية على التقدم منذ القدم، وله دور كبير في زيادة وتيرة التقدم التكنولوجي حديثاً، وساعد البشرية على تحقيق الكثير من المنجزات العلمية في جميع الحضارات.
ولأن مؤسسة "موهبة" تحرص على تطوير برامج ومبادرات متنوعة لتعزيز الشغف بالعلوم والتقنية والابتكار، وتعزيز انتشار الثقافة العلمية بين مختلف شرائح المجتمع السعودي والعربي والعالمي، باعتبارها مؤسسة وطنية بإطلالة عالمية وبُعد دولي، وجزء من استراتيجياتها هو تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 الطموحة التي تركز على تشجيع الانخراط في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وبناء قدرات الناشئة والشباب في المجالات العلمية، ودعم المواهب السعودية والعالمية، لبناء مستقبل أفضل للإنسانية، استمراراً لدورها في اكتشاف ورعاية الموهوبين والمبدعين، وتمكينهم وخلق بيئة محفزة، وتمكين الموهبة والإبداع كونهما الرافد الأساس لازدهار البشرية.
مؤسسة "موهبة" ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية هدفتا من وراء التعاون المشترك في إقامة هذا الحدث العلمي الفريد، إلى استكشاف الكون وتعزيز الشغف والإلهام لدى جميع الزوار، وتشجيع تدريس الفيزياء الحديثة في المدارس السعودية، وتحفيز الطلبة على مواصلة تخصصاتهم العلمية في دراسات أصل الكون والمكونات الأساسية للمادة؛ لذلك فإن معرض "سيرن" بما ضمه من فعاليات متنوعة ومعارف، عزّز شغف الطلبة عن أصل الكون والمكونات الأساس للمادة ودراستها، خاصة في ظل ما توفره حكومتنا الرشيدة من بيئة خصبة، وممكنات للكوادر البشرية السعودية للإبداع والابتكار، والتطوير والإسهام في نهضة الوطن الشاملة، في ظل دعم القيادة الرشيدة -يحفظها الله-.
معرض "سيرن" وما قدمه من علوم ومعارف وتجارب، يمثل رحلة استثنائية، حيث قدم لجمهور الزائرين، العالم الرائع لفيزياء الجسيمات الأولية والقوى الأساسية وأسرار الكون، من خلال شاشات عرض تفاعلية وتقنيات عالية الجودة وتجارب تفاعلية لمُصادِم الهايدرون العملاق، وصوراً ثلاثية الأبعاد للمصادم توضح أكبر وأعقد أداة علمية في العالم، بالإضافة إلى فيزياء الجسيمات الأولية، وأسرار الكون والقوى الفيزيائية الأساسية فيه.
كما تضمن عددًا من الفعاليات المتنوعة، من أبرزها "شاهد وتعلّم"، و"التحديات العلمية"، بالإضافة إلى شاشات كبيرة توضح أهمية التجارب العلمية التي تجريها "سيرن"، كما تعرض العلاقة بين البحوث الأساسية في الفيزياء وتقنيات الحاضر، مع جلسات حوارية وورش عمل في مجال الفيزياء النووية، تُقدَّم للمجتمع بشكل عام، وللطلاب بشكل خاص، لتحفيز فضولهم لمعرفة المزيد عن هذه المجالات، ودورها في حياتهم اليومية، إلى جانب رحلات استكشافية ملهمة مع نخبة من المتحدثين العالميين والخبراء، تستعرض مساهمات البشرية في مجال فيزياء الجسيمات الأولية والفلك من قبل علماء وخبراء ومتخصصين دوليين ومحليين.
بقي للمتابع أن يشيد بالتعاون المثمر بين مؤسسة "موهبة" ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، لتطوير وتنمية قدرات الكوادر السعودية من موهوبي الوطن، بما يتوافق مع متطلبات واحتياجات سوق العمل، ومستهدفات رؤية 2030، وبما يحقق تكامل الجهود وتعزيز عناصر منظومة الابتكار، وبناء قادة المستقبل.
http://www.alriyadh.com/2012480]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]