تقوم المملكة بعدد كبير من الأدوار من منطلق مكانتها الإقليمية والعالمية، وهي إحدى أهم الدول التي تهتم بالإنسان والتنمية، وتسعى إلى السلام الذي يجب أن يعم العالم، ويجب أن يكون بين الدول، وتحاول فك النزاعات والأزمات ما بين الأطراف المتحاربة والمختلفة، وتعتبر أراضيها حاضنة لكثير من اللقاءات والاجتماعات التي تدعو لها المملكة وتستضيف الفصائل المتنازعة في الدولة الواحدة، والتاريخ يشهد على ذلك والأمثلة كثيرة، وهو ديدن القيادة السعودية منذ عقود، وما زال ومستمر ويبقى، وهذه الجهود تعطي نتائج إيجابية ومفيدة متى ما التزمت الأطراف ببنود الاتفاقات التي تتم على الأراضي السعودية، كما أن لها دورا كبيرا وفعالا على مستوى المنظمات المختلفة ومنها جامعة الدول العربية التي اجتمعت قبل أيام في قمة جدة بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-.
سعت قمة جدة إلى لمّ الشمل العربي بعد شتات طويل دام ما يزيد على اثني عشر عاماً ودعت كافة الدول العربية إلى اجتماع يوحد الصف والموقف والكلمة، وقد تم ذلك على الأراضي السعودية تحديداً جدة. استقبل فيها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- نيابة عن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة ورؤساء الوفود المشاركين في اجتماع الدورة العادية الـ32 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة لتنعقد القمة، وعلى هامش القمة كان ضيف القمة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقد ألقى كلمة خلال انعقاد القمة.
أكد ولي العهد -حفظه الله- خلال كلمته في القمة لدول الجوار وللأصدقاء في الغرب والشرق، "أننا ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء، بما يحقق مصالح الشعوب ويصون حقوق أمتنا، وأننا لن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى ميادين للصراعات" دعوة منه -حفظه الله- إلى الدول العربية من أجل إنهاء الصراعات الداخلية فيها، ووقف الحروب بين الفصائل المتناحرة، فأحد أهم أسباب تعطل التنمية وهدر الموارد هو ما يحدث داخل بعض الدول العربية من صراعات وخلافات على السلطة وهذا ضرر كبير على الدول والشعوب والمنطقة.
عودة سورية إلى الحضن العربي هي أبرز حدث في قمة جدة واستئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الدول العربية وأن يسهم ذلك في دعم استقرار سورية وعودة الأمور إلى طبيعتها.
تبقى القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين المحورية وهي على رأس أولويات سياسة المملكة الخارجية، كما أكد على أن المملكة تعمل على مساعدة الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ينهي الأزمة اليمنية، وأن لغة الحوار هي الأساس للمحافظة على وحدة السودان.
تجديد تأكيد موقف المملكة الداعم لكل ما يسهم في خفض حدة الأزمة في أوكرانيا، واستعداد المملكة للاستمرار في بذل جهود الوساطة بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا.
وأكد ولي العهد -حفظه الله- على أن الوطن العربي يملك من المقومات الحضارية والثقافية والموارد البشرية والطبيعية ما يؤهله لتبوؤ مكانة متقدمة وقيادية وتحقيق نهضة شاملة لدولنا وشعوبنا في جميع المجالات.. الإنسان.. والتنمية.. الاستقرار والأمن هو ما تسعى له المملكة العربية السعودية للمنطقة ولكافة الدول العربية، وهذا ما أكده سموه في من خلال كلمته ومواقف المملكة العربية السعودية في الماضي والحاضر والمستقبل.
http://www.alriyadh.com/2013441]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]