تقوم المملكة اليوم بدور سياسي رائد على مستوى العالم العربي والعالم من خلال المبادرات المختلفة التي تسعى المملكة من خلالها لأن تكون قوة خير وسلام بين الأطراف المتنازعة إقليمياً، ولعب دور وساطة دولي يساهم في تخفيف التوترات حول العالم. لم تكن أولى هذه المبادرات الوساطة في الحرب الأوكرانية الروسية وليس آخرها الحرص على جمع الفرقاء في السودان وإجلاء قرابة 8,5 آلاف شخص من أكثر من 110 دول وهي عمليات إجلاء من الأكبر في التاريخ وتعكس حرص المملكة على حماية الأرواح وجاهزية عالية للقوات المسلحة السعودية وقيادة لا تعرف المستحيل.
عانى العالم العربي خلال 13 عاماً الماضية من آثار مدمرة للثورات وخسائر تزيد على 833 مليار دولار بحسب إحصائيات العام 2018، وملايين القتلى والجرحى وانتشار الجماعات الإرهابية في بعض الدول العربية ممكن انعكس سلباً على التنمية وانعدام الأمن، وأوجد ذريعة للتدخل الخارجي وتحول بعض الدول من الإنفاق على التنمية إلى الانفاق العسكري مما ضاعف تحدي توفير حياة كريمة برغم وجود الموارد الطبيعية والمقومات السياحية والاقتصادية في العالم العربي.
قمة جدة كانت علامة فارقة على حرص المملكة على حقن الدماء وتعزيز التنمية في العالم العربي، وإعطاء بعد جديد للعمل العربي المشترك وتعزيز دور جامعة الدول العربية الذي لم يكن مفعلاً بما فيها الكافية لتقوم بدور عربي يليق بتطلعات الشعوب العربية، وفي نفس الوقت قدمت القمة رسائل واضحة للجميع، بعدم السماح أن تكون المنطقة ميداناً للصراعات، ولا يمكن أن تستقر وتنمو الدول بوجود جماعات وميليشيات إرهابية مسلحة خارج نطاق الدولة، ولا يمكن كذلك أن يعم الاستقرار مع وجود ميليشيات مسلحة طائفية ودون احترام للتنوع الثقافي والديني والمذهبي.
أما الحدث الأبرز في القمة فهو عودة سورية لمقعدها في جامعة الدول العربية والذي ستنعكس آثاره ليس فقط على مستوى عودة عجلة التنمية في سورية، بل يمتد أثره إلى عودة اللاجئين والمقدر عددهم بأكثر من 14 مليون لاجئ من العام 2011 بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وكذلك تحسن الأوضاع المعيشية للمواطنين لا سيما أن 90 % من الشعب تحت خط الفقر، مما يعكس أهمية القيام بخطوات لتعزيز الاستقرار في سورية لتنعكس آثارها على الشعب السوري والمنطقة ككل.
للتاريخ تسير المملكة بخطى ثابتة لأن تكون قوة سلام عالمية ووسيطا موثوقا في النزاعات الدولية، وهو الدور الذي يليق بالمملكة كقائدة للعالم العربي والإسلامي وسيمتد أثر المبادرات وجهود الوساطات السعودية لتحقيق نفوذ سعودي دولي أكبر ينقل المنطقة إلى آفاق أرحب ومسار تنمية أوسع وأشمل، ينعكس آثاره على العالم أجمع وليس المنطقة فقط ولتكون الشرق الأوسط أوروبا الجديدة كما ذكر سمو ولي العهد في حديثه في منتدى مستقبل الاستثمار في العالم 2018، وهو ما يستحقه العالم العربي مع ما يملك من مقومات وموقع جغرافي مميز في قلب العالم.
http://www.alriyadh.com/2013607]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]