جهود الدول بشكل جوهري تتمثل في توفير الأمن والمحافظة على سلامة أراضيها وتطوير تدريجي للبنية التحتية في الغالب أو حل أزمات تعاني منها المدن، ولكن لم يشهد العصر الحديث أن عملت دولة في العالم على تطوير شامل ونوعي كما يحدث اليوم في السعودية.
لا يوجد قطاع بمعزل عن التطوير، وللحق والتاريخ أن جهود الدولة لا تقف عند حد التطوير وإنما تأسيس مشاريع ومدن بالكامل من الصفر وهي مهمة لا ترغب العديد من الدول في خوض غمارها لما يترتب عليها من مخاوف عدة وما تتطلبه من إنفاق رأسمال عال، وهو ما يفسر تراجع مكانة بعض الدول العظمى والتي لم تعد تنافس إلا في قطاع أو قطاعين، ولا يعني ذلك إزاحتها عن المشهد وإنما التراجع والشيخوخة التدريجية والتي قد لا تشعر به تلك الدول في الوقت الحاضر.
ويعود السبب جزئيا أن العديد من الدول تدار بنظام ديمقراطي والذي تهدف قيادات الحزب إلى العمل بشكل تكتيكي يضمن رضا الناخبين في الأجل القصير لضمان إعادة الانتخاب لمرة أخرى، وهو ما يفسر عدم عمل بعض الدول بطريقة استراتيجية تستشرف المستقبل وتعمل على تنفيذ مشاريع تركز على رفع جودة الحياة داخل بلادها وتعزيز البنية التحتية ورفع مستوى معيشة مواطنيها.
ما يحدث اليوم في المملكة مفخرة لنا كسعوديين، فتطوير المشاريع العملاقة والحصول على تصنيفات متقدمة في عدد كبير من المؤشرات وربما آخرها حصول المملكة على المركز الأول عالميًا في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي يعكس التطور السريع الذي يحدث في مختلف القطاعات ويساهم في توفير المناخ لمرحلة قادمة ولجيل قادم ينافس عالمياً.
يصنع التاريخ القادة الرواد، فالرواد هم من لديهم القدرة على الحلم وتحويل الحلم لواقع ملموس وهو ما ينطبق على رؤية سمو ولي العهد - يحفظه الله - للتنمية في المملكة عندما أطلق الرؤية الطموحة رؤية السعودية 2030 التي تحولت من فكرة لحلم ثم دخلت مرحلة التنفيذ والتي قطعاً تقاس بشكل دقيق وليس أدل من تحقيق بعض القطاعات لبعض مستهدفات رؤية السعودية 2030 قبل الوقت المستهدف بأكثر من سبع سنوات.
سيكتب التاريخ أن المملكة تغير قواعد اللعبة، وأنها تتطور بسرعة قد يصعب على البعض في الخارج استيعابها وهو ما يؤهلها للعب دور أبرز عالمياً اقتصادياً وسياسياً وفي صناعة السلم والتي تعكس سياسة المملكة الخارجية التي تتخذ من تعزيز السلم والأمن منطلقات لها، وذلك هو قدر السعودية ومكانها الذي تستحقه بين الأمم.
http://www.alriyadh.com/2021987]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]