في كل بيئة عمل يوجد تنافس مهني طبيعي، هذا النوع من التنافس يمكن وصفه بأنه تنافس إيجابي من المهم الترحيب به وتعزيزه لأنه تنافس بنّاء يخدم الفرد والمنظمة، لن يستطيع أي مدير أن يمنع التنافس بين زملاء العمل لكنه يستطيع تشجيع التنافس البنّاء عن طريق إيجاد بيئة عمل إيجابية أهم أركانها توفير العدالة.
التنافس البنّاء هو الذي يخدم تطوير العمل وليس التنافس من أجل إرضاء الرئيس، هو التنافس الذي يحقق النتائج المميزة للمنظمة، هو التنافس على المسؤوليات المهنية والعلمية والإدارية التي ترفع مستوى أداء المنظمة وإنجازاتها.
يخرج التنافس أحياناً من منطقة التنافس البنّاء إلى منطقة التنافس السلبي لتحقيق مكاسب شخصية بأساليب غير مقبولة ومخالفة لقيم المنظمة وأخلاقيات العمل، في هذه المنطقة يحدث أحياناً نزاع يتنافس فيه مديرو الإدارات على ضم أكبر عدد من الموظفين لأن حجم الإدارة في نظرهم يعكس أهميتها وأهمية مديرها ومكانته في المنظمة، نلاحظ هنا أن التنافس على الكم وليس الكيف.
من الأساليب غير الأخلاقية في مسألة التنافس اللجوء إلى سرقة الأفكار أو نشر الإشاعات عن زميل أو إدارة أو منظمة منافسة، حتى في الاجتماعات يحدث أحياناً تنافس في الحوار بحثاً عن انتصار شخصي وليس لطرح حلول أو أفكار تضيف للموضوع المطروح للخروج بنتائج مفيدة.
حين تغيب الموضوعية عن هذه الاجتماعات تكون الغلبة لصاحب الفكرة أو صاحب الصوت الأعلى وليس للفكرة نفسها، ويمكن القول إن من أسوأ أنواع التنافس أن يتعامل المدير مع أحد أعضاء فريقه بأنه منافس له فلا يستثمر قدراته ولكن يمارس معه أسلوب الإحباط.
في بيئة العمل يحدث تنافس حول الصلاحيات، والتأثير على القرارات في المستويات الإدارية المختلفة، ثمة تنافس من نوع آخر على أمور شكلية مثل موقع المكتب وحجمه وأثاثه، وهذا يحدث لعدم وجود الأنظمة والمعايير الواضحة أو لعدم تطبيقها بعدالة.
هذه العدالة هي جزء من عوامل متعددة تساهم في إيجاد بيئة عمل إيجابية تعزز التنافس الذي يطور المنتجات والخدمات ويتيح فرص التقدم والإبداع للجميع.
المطلوب من المديرين تشجيع التنافس البناء، أما التنافس السلبي والنزاع على الشكليات والمسميات والممارسات المنافية لأخلاقيات العمل فلا ينفع معها أسلوب النصح وإنما وجود ثقافة تنظيمية تحتوي تفاصيل العمل كافة من سياسات وأنظمة وإجراءات ولوائح ومعايير، والأهم من ذلك هو تطبيقها بعدالة.




http://www.alriyadh.com/2023689]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]