لم يكن كافياً أن أُصاب بارتفاع ضغط الدم نهاية الثلاثينات من عمري، حتى يدق ناقوس الخطر، وأن أنتبه لما أفعله بجسمي وحياتي! حتى صُدمت بنتائج تحليل السكر التراكمي التي تجاوز الرقم 6، مما يعني أنني تقريباً مصاب بمرض السكري!
بعد أسابيع من الإنكار وتكرار تسجيل قراءات ضغط الدم، تيقنت إصابتي بالقاتل "الصامت"، لكنني أرجعت سببه إلى ضغط العمل، وغضضت الطرف عن سُمنتي وغياب ممارسة الرياضة، وأوهمت عقلي أن مجرد الإقلال عن ملح الطعام مع حمية بسيطة سوف يؤدي الغرض، المأساة هنا أنني صيدلاني وزوجتي تغذوية، ولا ينقصني لا المعرفة ولا الإدراك! بالطبع كنت مُخطئاً تماماً، فاضطررت لتناول الأدوية، واستكمال أسلوب حياتي غير الصحي! لكنني لاحقاً صُدمت بنتائج تحليل سكري التراكمي، أدركت حينها أنه لا بد من إحداث تغيير حقيقي في أسلوب الحياة، وليس مجرد حِميات قسرية، أو رياضات طارئة.
هذا ما حدث بالفعل، بدأت أولاً بإضافة ساعات الرياضة ضمن جدولي اليومي، وأضحت إحدى أولويات حياتي، ثم الانتظام في حصص شبه يومية بالنادي الرياضي، ترافق ذلك مع تعديل تدريجي لعاداتي الغذائية بمساندة وإشراف علمي من زوجتي، حيث زدت عدد الوجبات اليومية إلى خمس وجبات، ولكن بكميات أقل، مع تركيز أكبر على البروتين، شاملة لأربع حصص خضار وحصتين فواكه، والابتعاد قدر الإمكان عن السكريات والدهون، كما حددت أوقاتاً شبه ثابتة للوجبات، وصرت أتناول إفطاري صباحاً بالمنزل، واصطحب معي ثلاث وجبات معدة منزلياً إلى عملي، بالإضافة إلى وجبة عشاء خفيفة مبكرة، لا أتناول بعدها إلا ما ندر، دون إغفال النوم ما لا يقل عن سبع ساعات يومياً.
مازلت أتذكر بفخر أول تمرين في النادي مساء الثامن من أكتوبر 2019م، كنت أسجل وزني يومياً مع قراءات ضغط الدم صباحاً ومساءً، خلال أسابيع بدأت النتائج تظهر بوضوح، فمع كل نزول في الوزن؛ تتناقص قراءة ضغط الدم بشكل مدهش! حتى استطعت الاستغناء عن الدواء خلال أقل من ستة أشهر! كما أن قراءات السكر التراكمي عادت إلى المعدلات الطبيعة خلال المدة نفسها، كما تحسنت قياسات الدهون وغيرها.
واجهت العديد من عقبات التسويف، وإغراءات الولائم، والمثبطات الاجتماعية، لكن ملاحظة نتائح التزامي واستعادة صحتي وحياتي –ومنها عودتي لقياسات ملابسي قبل عشرين عاماً!- جعلني استمر بحماسٍ وشغف، بل إنني أسست نادياً رياضياً مصغراً بالمنزل خلال فترة حظر الكورونا، لم أقع في فخ الحرمان من الطعام حتى أخسر وزني سريعاً، لأنني سوف أكسب أضعافه متى ما توقفت عن الحمية، حتى تمكنّت التخلص من نحو ربع وزني -الزائد بالطبع-!.. خسرت دهوناً ضارة واستبدلتها بعضلات مدربة، وتضاعفت معدلات الأيض.
اليوم –ولله الحمد- أستمتع بصحة جسدية وذهنية، وبكتلة جسم مناسبة لطولي، مما انعكس على إشراقة المظهر وحيوية اللياقة، وأنت متى يحين دورك؟ ابدأ الآن ولا تتردد.
http://www.alriyadh.com/2023778]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]