لا توجد فلسفة أو ديانة أو أعراف أو منظومة قيمية ترفع شعار: (لا تفرح )، بل إن العكس والنقيض هو الصحيح، ولا يوجد في أي شبر على هذه الكرة الأرضية، وعبر تاريخها الطويل، من يحض على هذه الدعوة؛ وإن وجدت فهي مربوطة بحالة خاصة، فالإنسان جُبل على الفرح والحبور والسرور، فالأصل الابتسامة، والبسمة لا التجهّم وتقطيب الوجه والملامح، الفرح وإشاعة البهجة وتعميم السعادة باتت من جودة الحياة التي تشكل أحد مرتكزات الرؤية العظيمة التي رسمها سمو ولي العهد. والحقيقة التاريخية أن هذه الرؤية 2030 الضافية نبهتنا إلى أشياء عميقة ورئيسة في حياتنا كنا نهملها، أو أن هناك من شوّه جدواها، وقبّح وجودها، ومن هذا الأشياء «جودة الحياة» التي تهدف إلى توفير كل الوسائل للحياة البشرية الفضلى والكريمة التي تجعل منها سهلة ومريحة.
الفرحة أو السعادة هي ابنة الترويح والترفيه البارة، هي طاقة إيجابية، هي تذويب الهموم، وتجيب عن أسئلة العموم، لكن البعض يغيظه ذلك، كلما شاهد منظرا أو مهرجانا أو فعالية يتشارك الناس بهجتها ويحتفون فيها بالجمال والمتع الحلال، رماها باستقباح، أو نقدها، أو ذهب بها على غير براءتها إلى مقارنات غير منطقية.
هناك من يحاول أن يضع بينه وبين الفرح متاريس من التجهم والكآبة دون أن يفطن أن هذا لا يتسق مع الروح السوية التي تأخذ من كل جميل ما يناسبه دون أن يكون هذا على حساب قيم أو مبادئ أو تعاليم للدين المعتدل. لكن البعض -للأسف- يحاول أن يمارس وصاية غير مكلف بها؛ إما لحسد أو لمرض نفسي أو سواه.
ولو قرأنا في سلوك ونفسيات هذه الفئة لوجدناها لا تخرج عن كونها إما نتاج حياة شقية؛ وبالتالي يشقيه رؤية غيره فرحا، أو أناس يعتقدون أن الذنب هو الأصل في السلوك فهم وجلون ومبالغون في هذا الخوف والأجدى بهم أن لا يستسلموا لتلك المفاهيم المغلوطة، بل عليهم أن يغيروا نظرتهم حتى لا يقعوا في الشك حتى في عباداتهم. وإما أنهم يريدون أن يفرحوا مع الناس إلا أنهم «خجلون» ومترددون خشية أن تهتز صورتهم الاجتماعية، فيما أنهم لو جربوا الفرح الجماعي لعرفوا فرقه الكبير عن الفرح الفردي أو المخبأ في بيوتهم فقط.
هؤلاء الثلاثة يتنافسون على نيل مرتبة وكيل معتمد لـ» الجهامة» في حياتنا.
المبهج أن الغالبية هم دعاة فرح وبهجة وسعادة تقود إلى جودة الحياة وفق الرؤية المباركة 2030م.
http://www.alriyadh.com/2023780]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]