المتلقي الذي كان ينتقد وسائل الإعلام التقليدية بمعايير المصداقية والطرح العلمي والمهني جاءته الفرصة ليكون هو نفسه وسيلة إعلامية مستقلة، التقنية التي حولت المتلقي إلى منصة إعلامية جعلته أمام اختبار صعب، فشل كثيرون في هذا الاختبار لأسباب منها عدم القدرة على التحرر من التأثير العاطفي في التعليق على الأحداث، أو عدم امتلاك مهارة الحوار الموضوعي، يضاف إلى ذلك نقص المعلومات مع الافتقار إلى مهارة التحليل المهني مما يجعل كثيرا مما يطرح عبارة عن ردود أفعال انفعالية.
وسائل التواصل الإلكتروني ازدحمت بالطرح السطحي، ودخول التفاهة بقوة ميدان العلم والإعلام والثقافة والفن والرياضة مع شعبية ملحوظة لهذه التفاهة تكاد تكون الأكثر وضوحا في مجال الإعلام الرياضي بسبب التعصب الرياضي الذي سيطر على الفكر الإعلامي الرياضي فأصبحت ساحة هذا الإعلام مفتوحة لمن يريد دون معايير علمية أو مهنية، وهكذا تحولت هذ الساحة إلى منصات للتراشق والمناكفات والتفاهات التي يصعب تصنيفها فهي لا تخرج عن فكر المؤامرة، وتبرير الفشل بتوزيع الاتهامات بكل بساطة على الجميع بما في ذلك الجهات الرسمية.
المؤسف أن هذا الفشل في الإعلام الرياضي تعدى حدود الإعلام الإلكتروني إلى وسائل الإعلام الأخرى ومنها تحديدا الحوارات التلفزيونية، ويمكن القول إن ما حدث هو العكس، أي أن الطرح السطحي في الوسائل الإلكترونية هو مرحلة متطورة من إعلام رياضي غير مهني في الوسائل التقليدية.
وفي كلا المرحلتين ما حدث ولا يزال يحدث هو الفشل في الاختبار الإعلامي.، هذا الفشل لا يقتصر على الإعلام الرياضي، وإنما توسع ليشمل المجالات الفكرية والسياسية والاجتماعية، الفرق بين هذا وذاك أن الإعلام الرياضي الإلكتروني يكاد يكون نسخة من الإعلام التقليدي، وهذا لا ينسحب على المجالات الأخرى.




http://www.alriyadh.com/2036111]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]