طغت الحياة الرقمية على الحياة الواقعية مفرزة تغيرات اجتماعية في نشاطات الأفراد اليومية، وتحول التفاعل حتى بين أفراد الأسرة الواحدة من مباشر إلى رقمي، واختفت المجاملات الاجتماعية الحضورية المغلفة بدفء المشاعر إلى واقع رقمي خاوٍ من أية مشاعر.
الحياة الرقمية أثرت بشكل كبير على المجتمع في العديد من الجوانب، ويسري قلق بشأن هذه الحياة المعلبة وتأثيرها الاجتماعي على الأفراد والمجتمعات، فالوصول السهل إلى المعلومات، وتلقي كم من الأخبار اليومية والرسائل المكثفة يتطلب قدرة على التعاطي معها ومهارات تحليلة قادرة على التمييز بين الردئ والجيد، الصادق والكاذب، حتى لاتتشكل معرفة مضللة، وفي هذا الشأن تتزايد المخاوف فيما يتلقاه الأطفال من معلومات والتي تتطلب متابعة أسرية صارمة.
ومن شأن الحياة الرقمية تعزيز الاستهلاك لدى الأفراد وتغيير نمطهم الشرائي فالأن يمكن شراء المنتجات والخدمات عبر الإنترنت وتسليمها إلى باب المنزل، كما أن الخصوصية باتت على المحك وأصبحت قضية الأمان الرقمي هاجساً يومياً عندما يتعلق الأمر بمشاركة المعلومات الشخصية، كما تأثر سوق العمل بالتكنلوجيا الرقمية والتطورات التقنية، وهو مايستدعي الحاجة إلى اكتساب مهارات جديدة والتكيف مع المتغيرات السريعة والمتلاحقة في سوق العمل.
وتساهم الشبكات الاجتماعية في التشجيع على العزلة، وتتولد من خلالها صداقات لكنها هشة ولاتكتسب الديمومة.
كما أنه حتى في التواصل من خلال القروبات الخاصة، قد تجد جرأة من الصغار على الكبار يصل إلى عدم الاحترام وخلافات متعددة بين المضافين، تذوب الشخصيات وتتلاشى القروقات في العالم الرقمي، لذا يعزف كثيرون عن الدخول في مثل هذا النوع من القروبات، التي تحيل الجميع إلى مجرد أرقام في فضاء متحرك يعج بالعنف اللفظي.
وعلينا مواجهة التحديات الرقمية وإشكالاتها المتعددة بنهج جديد يؤطر المجتمع بالوعي ويحمي أفراده ليعيشوا حياة رقمية آمنة ومسؤولة.




http://www.alriyadh.com/2038793]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]