نسعد هذه الأيام بمرور الذكرى التاسعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ملكاً لبلادنا، الذي في عهده الميمون شهدنا إصلاحات تنظيمية ومشاريع ضخمة وإطلاق رؤية طموحة، لم تغيّر وجه المملكة فقط، بل أحدثت تأثيراً ملموساً في المنطقة والعالم.
في 3 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 23 يناير 2015م بويع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ليكون الحاكم العشرين من الأسرة منذ تأسيس الدولة، والملك السابع بعد الملك المؤسس، وثالث ملوك المملكة الذين يحملون لقب "خادم الحرمين الشريفين"، ليدشن عهداً متواصلاً من النجاحات الداخلية المتعددة، والخارجية التي عززت مكانة المملكة إقليماً ودولياً.
شخصية ملكنا المفدى وبناؤه الفكري كانا حجر الزاوية في تحقيق الاستقرار والازدهار، فهو من ترعرع في كنف والده الملك المؤسس، ونهل من معين الخبرة والحنكة، وتلقى تعليمه في مدرسة الأمراء بالرياض، توّجها بنجاحه العملي مبكراً، إذ عُين أميرا لمنطقة الرياض بالنيابة عام 1954م، ثم أميراً للرياض، التي أحبها وأحبته، وارتبط اسمه بالمدينة التي تضاعفت عشرات المرات، واضحت أيقونة للنجاح وعاصمة للمستقبل.
تولى ملكنا خلال مسيرته الزاهية العديد من المناصب والمسؤوليات، منها رئاسة الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ومجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية ودارة الملك عبدالعزيز، ومؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، ولجنة أصدقاء المرضى، أيضاً نشاطه - أيده الله - في رئاسة العديد من الجمعيات والهيئات الإغاثية، منذ لجنة التبرع لمنكوبي السويس عام 1956م، مروراً بمساعدة الشعب الفلسطيني ولجنة عون وإيواء الكويتيين إثر الغزو العراقي للكويت، وغيرها كثير من الأنشطة والفعاليات، التي تؤكد اهتمامه حفظه بالإنسان سواء داخل المملكة أو خارجها، إلى وزارة الدفاع وولاية العهد، ثم توليه مقاليد الحكم.
ما أزال أستذكر بمزيد من الفخر لقائي الأول بمليكنا، قبل نحو سبعة عشر عاماً، في حفل المؤسسة العامة للتعليم الفني والمهني، كان حينئذ أميراً للعاصمة الرياض، إذ توقّف في جناح الشركة التي كنت أعمل بها، وتحدّث معنا بكلمات أبوية، وشجع وجودنا كسعوديين في القطاع الخاص، وأثنى على عملنا وعلى استقطاب الكفاءات الوطنية الشابة، بوجهٍ طلق ومحبة كبرى، ثم توالت المناسبات، والتي يجمعها قواسم مشتركة: التزام دقيق بالمواعيد، ثقافة واسعة، بُعد نظر ورؤية ثاقبة، والأهم حزم في اتخاذ القرار.
غير أن أغلى الإنجازات المؤسسية تتمثل في التأكيد على استثماره - حفظه الله - في أبنائه وبناته المواطنين، سواء عبر توسع ورفع جودة التعليم العام والعالي، أو تمكين الشباب من أخذ زمام المبادرة في المشاريع الجديدة، التي تضاعف نجاحها عبر قياداتها الشابة من أبناء وبنات وطننا المعطاء.
حفظ الله ملكنا الغالي وسمو ولي عهد الأمين، وأطال في أعمارهما، وأدام على بلادنا نعم الأمن والأمان والازدهار.




http://www.alriyadh.com/2039226]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]