فتحت عيني وأنا في بيت فنانة.. أمي لم تكن خياطة عادية تقوم بالخياطة لنا وللآخرين كبقية الأمهات في ذلك الزمن، أمي كانت فنانة.. أعرف ذلك منذ طفولتي حين أتبختر أمام الجارات والصديقات بالفساتين التي كانت تصنعها لنا أنا وأختي.. عرفت أنها فنانة من عدد الزميلات في المدرسة اللاتي كن يسألن من خاط لك المريول. أو يستوقفوني كي يرسموا موديل الأكمام. كانت أمي خياطة اوت كوتور لا تقبل سوى أرقى أنواع الأقمشة الفرنسية والسويسرية التي كانت تشتريها من أرقى المحلات في البلد كالعيسائي والباجري وابن صديق وتشتري الكلف من رجب أيوب والنويلاتي.. كانت الشابات هن من يقبلن للخياطة عند أمي، كنت أرى اللمعة في أعينهن وهن يجربن الفساتين الخلابة وهن يقمن بالبروفة. هكذا كانت تقول أمي.. البروفة. حيث تجرب الفتاة الفستان، تعرف أمي ما الذي يحتاج إلى تعديل قبل التسليم النهائي للقطعة الفنية. في هذا العالم نشأت. أعرف أسماء الأقمشة وأنواع القصات وكل ما يتعلق بهذا العالم. كبرت وأنا شغوفة بهذا العالم. لذلك حين أعلنت الرياض أنها ستقيم أسبوع الموضة كانت فرحتي عارمة.. فأنا ابنة هذا البلد وأعرف أن هناك فنانين كبار في هذا المجال، كان أولهم عدنان أكبر، تلاه يحيى البشري، بالنسبة لي أمي كانت مصممة الأزياء الأولى في عيني.
الآن وأنا أرى المبدعين والمبدعات في هذا المجال، يأخذونني إلى عوالمهم الفنية، أرى تصاميمهم والأفكار التي تنبع منها هذه التصاميم، أدرك كم بلادي خلاقة، وكم هو الفن فيها وصل إلى مراحل متقدمة وكم أن الإنسان السعودي قادر على الإبداع والمنافسة حين تتاح له الفرصة.
أسماء بدأت كبيرة، وتصاميم مستلهمة من أشياء كثيرة أصيلة، من البيئة، من الإنسان، من الأرض، من الزمن، من كل شيء. هؤلاء المصممون نبتوا في هذه الأرض، ومنها شربوا إبداعهم، وهذا هو وقت الحصاد.
شكرا لهيئة الأزياء التي كان لديها هذا الإيمان بالمبدع السعودي، والتي عرفت أن كل ما يحتاجه هو التحفيز وإيجاد المكان الذي يمكن من خلاله للمبدع أن يقدم أفضل ما لديه، وشاهدنا، شاهدنا كم الإبداع، أنا لا أقول إنني متفاجئة، لكنني سعيدة، يملؤني الفرح بهذا المستوى، أتمنى من كل المصممين أن يكملوا المسيرة، وأن يصبح أسبوع الموضة السعودية حدثا سنويا تتحاكى به الدنيا، وأن يسرع المصممون لاستكمال مواقعهم على الإنترنت بحيث يتمكن أي متابع من الوصول بسهولة إلى إبداعاتهم.
شكرا هيئة الأزياء.. شكرا مبدعي بلادي..




http://www.alriyadh.com/2041198]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]