السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا فازت السعودية، باستضافة معرض "إكسبو الدولي 2030" في الرياض، بعد تفوقها اللافت على روما الإيطالية وبوسان الكورية خلال الجولة الأولى من الاقتراع الذي شهده "قصر المؤتمرات" في مدينة إيسي ليه مولينو، وحصولها على 119 صوتاً في الاقتراع الإلكتروني السري للدول الأعضاء الـ180 بالمكتب الدولي للمعارض، عقب عرض الأطراف الثلاثة ملفاتها للمرة الأخيرة خلال اجتماع جمعيته العمومية في دورتها الـ173؟
سؤال طويل ومهم، والإجابة باختصار أن المملكة –من خلال المحاور التي أعدتها– تحمل بارقة الأمل لشعوب العالم بتحقيق الغد الأفضل، ومواجهة الخطر الأكبر الذي يهدد البشرية المتمثل في التغيرات المناخية، ومن ثم الوصول لمرحلة الازدهار للجميع، فلم تكن تلك المحاور مجرد عناوين كبيرة، بل خططاً استراتيجية يستشرف معها العالم المستقبل، وتقديم نسخة استثنائية رائدة متفردة تلمس الشعوب، والخطط التنموية للدول المشاركة في المعرض وغير المشاركة، فالمملكة وضعت حلولاً لتطوير البشرية، ومعالجة التحديات الدولية التي تواجه العالم اقتصادياً وبيئياً وسياسياً واجتماعياً وتقنياً، ووضع ميزانية ضخمة لتلك الأغراض تبلغ 7.2 مليارات دولار.
وتحرص المملكة –من خلال المعرض– على اكتشاف أدوية جديدة لأمراض لم يتم التمكن من علاجها سابقاً؛ ليعيش الإنسان عمراً أطول بفضل التقدم الطبي وتحقيق الأمن الدوائي العالمي، والتنسيق الدولي مع الدول الأعضاء لزيادة نفقات الرعاية الصحية الحكومية، خاصة ارتفاع مستويات الشيخوخة، كما تعمل على تسخير العلوم والتكنولوجيا من أجل الإنسانية، بدعم الابتكار المسؤول وتقليص الفجوة الرقمية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتجنب مخاطرها، بتزامن تام أهداف التنمية المستدامة التي تخوض غمارها الدولة السعودية الكبيرة.
إن المملكة تفتح آفاقاً جديدة لمواجهة مشكلة التغير المناخي، مع التركيز على معضلة ندرة المياه وارتفاع حرارة المدن، والجفاف الذي يضرب بعنف مناطق كثيرة من العالم، وتعتمد رؤية المملكة على حوكمة المياه والتدابير التوعوية، والبحث عن استراتيجيات جديدة لتوظيف التقنية في صيانة النظم البيئية الطبيعية وتجديدها، لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ مع دول العالم، وتقديم الحلول الناجعة لمواجهة تحدياته بفاعلية.

ومن أكثر المشكلات التي تعمل المملكة على علاجها، اتساع الفجوة بين الطبقات الاقتصادية الغنية والفقيرة في السنوات الأخيرة، حيث يعيش اليوم 71 % من سكان العالم في بلدان يعد التفاوت في الدخل مرتفعاً فيها، وزيادة عجز دول كثيرة عن رعاية مواطنيها، فيتبع ذلك مشكلة أخرى تتمثل في الهجرات المتتالية لشعوب تلك الدول، لذا كانت رؤية المملكة العصرية تعتمد على تقديم الدعم لتلك الدول، حتى تكون قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية، وإيجاد حلول للنزاعات السياسية، ومن ثم تصبح الخطط التنموية لتلك الدول ذات جدوى، كما لم تغفل المملكة في خططها عن ضرورة تقديم الدعم للمهاجرين واللاجئين، بتوفير فرص متساوية في التعليم والعمل، حيث تتم مناقشة مستقبل العمل والفرص الجديدة، وفرص تطور الطب والتكنولوجيا الحيوية، لتحقيق التعايش السلمي المزدهر.
إن واقعية الملف السعودي -رغم شموليته واتساع آفاقه ورقعته الجغرافية– وضعت المملكة في المكانة التي تستحقها بين كبار العالم، فهذا الملف جزء من استراتيجية رؤية المملكة 2030، فيتزامن المعرض مع وصول الرؤية لمستهدفاتها، على الصعد كافة المحلية والإقليمية والدولية، فيرى العالم التجربة السعودية عن قرب، وتأثيرها على الشعوب في بقاع المعمورة، إنها المملكة يا سادة!




http://www.alriyadh.com/2046396]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]