في زمن رؤية 2030، تتحطم الأرقام القياسية في جميع المجالات السعودية، وتشمل هذه الأرقام القطاع الاقتصادي، والقطاع الصحي والقطاع التعليمي، والقطاع التقني، وغيرها، وصولاً إلى قطاع الحج والعمرة، الذي يشهد اليوم قفزات استثنائية نوعية في إحصاءاته، تشير إلى أن الرؤية، التي وعدت في وقت سابق، باستضافة المملكة لنحو 30 مليون حاج ومعتمر سنوياً بحلول عام 2030، باتت قاب قوسين من الوفاء بما وعدت به، خاصة بعد إعلان وزير الحج والعمرة، بأن العدد القياسي للمعتمرين من خارج المملكة الذي تحقق في العام 2019، وهو 8.5 ملايين معتمر، قفز في العام الماضي (2023) إلى 13.5 مليون معتمر، وهو رقم تاريخي، لم تشهده المملكة من قبل، ولكن من المؤكد أنها ستشهد أضعافه في القريب العاجل.
ولأن خدمة الحجيج والمعتمرين تعد في ثقافة المجتمع السعودي شرفاً رفيعاً لا يعادله شرف آخر، هذا الشرف يتسارع إليه المجتمع (المؤسسات والأفراد) لم يكن غريباً أن تتيح على ضوئه وزارة الحج أكثر من ثمانية آلاف فرصة تطوعية، تتوزع في الحرمين الشريفين، على عشرة مجالات تطوعية تختص بخدمة الحجاج والمعتمرين.
لا أقول جديداً إذا أعلنت أن حزمة التسهيلات التي شهدتها برامج الحج والعمرة في سنوات الرؤية لا مثيل لها، من أجل إثراء تجربة الحاج والمعتمر في أراضي المملكة، لتبقى هذه التجربة في ذاكرة الزوار، لا تفارقها مدى الحياة، هذه التسهيلات التي وقفت خلفها القيادة الرشيدة، هدفها الأساسي التخفيف على الزوار الإجراءات الرسمية للوصول إلى المملكة، بأقل كلفة ممكنة، بهدف تمكين أكبر عدد من المسلمين حول العالم لزيارة الأراضي المقدسة سنوياً.
في المقابل، كانت هناك مشاريع ومبادرات وبرامج شهدها الحرمان الشريفان والمواقع المقدسة، استعداداً لاستقبال هذه الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين والزوار، وليس هناك مثال أنصع من الاهتمام بمواقع منى وعرفة ومزدلفة، وهي تعتبر مدناً صفرية، لا يسكنها أحد طوال العام، إلا أنها في أيام الحج، وفي أقل من 24 ساعة، تتحول إلى مدن مليونية، يسكنها نحو مليوني حاج من جميع الأجناس والعرقيات، في تناغم اجتماعي وروحاني لا مثيل لها في العالم، مع توفير احتياجاتهم في أفضل صورة ممكنة.
ومن الأمثلة أيضاً، وفي المسجد الحرام، تم توفير مسارين لنقل ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن داخل المسجد، في إطار مشروع ساهم في نقل 450 ألف حاج ومعتمر، ومساعدتهم في الوصول إلى مواقع الخدمات في المسجد في الموسم الماضي (1444هـ). وفي المدينة المنورة، تجسدت برامج الاهتمام بمشاريع توسع وتطوير كامل المدينة، التي زارها العام الماضي أكثر من 13 مليون زائر، للسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، في مسجده، وزيارة المواقع التاريخية والثرية فيها.
يُضاف إلى ذلك، التوسع في مشاريع نقل الزوار بين الحرمين الشريفين، ووصول عددهم إلى 800 ألف زائر شهرياً في العام الماضي، مع وجود توقعات بارتفاع العدد إلى أكثر من مليون زائر شهرياً هذا العام، في إشارة إلى تنامي مشاريع النقل، وعلى رأسها قطاع الحرمين.
المشهد العام في قطاع الحج والعمرة، يؤكد نجاح الرؤية في تحقيق تطلعاتها، ولهذا النجاح بقية، سنرى علاماتها في القريب العاجل، عندما تكتمل مشاريع الرؤية وبرامجها التي تجعل من المملكة مركزاً سياحياً في منطقة الشرق الأوسط، سواء للسياحة الدينية أو الأثرية أو التاريخية.
http://www.alriyadh.com/2053153]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]