ما إن أقر مجلس الوزراء مشروع تخصيص أندية دوري المحترفين الضخم¡ والذي شهد العمل عليه مراحل مختلفة منذ أكثر من عقد حتى ظهرت التحليلات والتوقعات تجاه هوية الأندية الأكثر جهوزية لهذه الخطوة¡ بل إن التخمينات حول أسعار هذه الأندية بدأت تظهر عبر أرقام جلها تقتصر على قيمة الأراضي المقامة عليها منشآتها دون النظر لاعتبارات كثيرة.
وعدا عن ذلك تجاهل معظم أصحاب هذه التنبؤات عوامل عدة أبرزها عدم ظهور الأنظمة والتشريعات التي ستحكم عملية التخصيص التي يحتاج كثيرون من المتابعين لمعرفتها وطريقة إتماما¡ فالتخصيص Privatization تعني جعل الشيء خاصاً¡ إذ تتحول الملكية من عامة إلى خاصة¡ والمقصود بالملكية العامة ملكية الدولة التي ستتخلى عن الأندية وتبيعها لمستثمرين أفراد أو إلى شركات من خلال تقييم الأندية وتقسيم قيمتها إلى أسهم يحصل الراغب بالحصول عليها على نسبة معينة أو على الأسهم كافة.
هذه الخطوة لتتم تحتاج أولاً لوضوح التشريعات والأنظمة التي تكفل حق المستثمر وتوفر له بيئة جاذبة وتحميه من أي عوامل ربما تؤثر على استثماراته¡ فرجال الأعمال ينظرون للأمور بمنطق الربح والخسارة وهذا كافٍ لمعرفة الفائدة التي ستجنيها الكرة السعودية من هذا المشروع الواعد.
أهم الأخطاء التي وقع فيها من قدم تحليلات وتوقعات بأسعار الأندية أنهم تجاهلوا تقييم العلامة التجارية Brand التي من الممكن أن تستحوذ على نسبة كبيرة من قيمة النادي فضلاً عن جماهيريته والأصول الموجودة على صعيد اللاعبين الذين من الممكن بيع عقودهم. فهذه عوامل تحدد قيمة وقدرة النادي على جلب الرعاة والمعلنين لزيادة المداخيل فضلاً عن أن القدرة التسويقية للنادي وإدارته التنفيذية ستحدد مدى الاستفادة من هذين العنصرين.
ثمة مخاوف أخرى طرحها متابعون أبرزها عدم نجاح العملية استناداً على عدم نجاحنا بشكل كامل في تطبيق مشروع الاحتراف الذي تم إقراره من أكثر من عقدين وهذا مستبعد كون تمويل الاحتراف كان عبر أموال الدولة في حين أن الأندية ستتحول ملكيتها لأفراد يبحثون عن تنمية مكاسبهم¡ بل إن انتقال ملكية الأندية لجهات خاصة يعني تطبيق الاحتراف بصورة حقيقية¡ فمثلاً سيكون تقييم عقود اللاعبين بعيداً عن العواطف وهذا ربما يخفض من الأسعار الجنونية التي وصلت إليها.
أخيراً¡ لا بد من التأكيد مجدداً على أنه لا يمكن الحديث عن أرقام وتوقعات دون ظهور التشريعات ودون معرفة الأطراف المهتمة بالشراء عدا عن تقييم الأندية بأسعارها العادلة المبنية على معطيات عدة غير قيمة الأرض.




إضغط هنا لقراءة المزيد...