أسوأ ما يمكن أن تواجهه إدارة أي منظمة يكمن في قيامها بجهود كبيرة من أجل الإصلاح والعمل على تحقيق منجزات جديدة وتجاوز سلبيات مرحلة ماضية¡ وهو ما يسعى إليه اتحاد الكرة الحالي بقيادة عادل عزت الذي حظي بثقة الشارع الكروي وأصبح رئيساً لاتحاد الكرة الذي لم يحظ أداءه في فترة سلفه أحمد عيد سوى برضا عدد محدود من الأندية التي استفادت من قراراته والتخبطات التي لازمت تلك الفترة.
كانت المشكلات المالية والديون والعجز هي أولى العقبات التي بدأ الرئيس الحالي بمواجهتها أملاً بتجاوزها¡ وقام بتشكيل العديد من فرق العمل من أجل إعادة هيكلة الاتحاد¡ لكن تركيزه على العمل المالي بدا وكأنه مؤشر على عدم الاهتمام بالعديد من الجوانب القاتمة في هذه المنظمة وتحديداً لجنتي الانضباط والحكام.
كان قرار إيقاف لاعب وسط الهلال نواف العابد ومهاجم الاتحاد فهد المولد مدعاة لتساؤل كل من قرأ في اللوائح فضلاً عن المتخصصين¡ فلجنة الانضباط التي لا تزال جزءاً من إرث اتحاد الكرة السابق واصلت عملها العشوائي واتخذت قرارين يمكن القول إنهما جاءا لإرضاء فئة تنتمي لفريقين لم يكونا أصلا طرفاً في مواجهة "الكلاسيكو" المثيرة.
أوقفت اللجنة العابد والمولد على الرغم من أن الأول لم يرتكب فعلاً مستفزاً وهو يحتفل داخل منطقة الجزاء بالمقارنة مع غيره من اللاعبين وحتى الإداريين الذين يتجهون لجماهير المنافسين ويشيرون إليهم بإشارات مستفزة دون أن يتعرضوا لأي عقوبة¡ في حين أُبعد فهد المولد بالبطاقة الحمراء لخشونته¡ ولم يذكر تقرير الحكم والمراقب أي مخالفة أخرى.
تعاملت إدارة الهلال وفريقها القانوني بذكاء وهي تنقض الحكم المبني على مخالفة وهمية ونجحت بإقناع لجنة الاستئناف بعدم وجود المخالفة أصلاً.
أصبح واضحاً بعد هذه القضية أن لجنة الانضباط ليست إلا صدى لكثير من الأصوات الإعلامية المتعصبة وأنها لجنة تقدم القرارات على حسب الطلب¡ فهي سعت لربط فرحة تلقائية بإحدى موادها من أجل تسجيل الحضور وإقناع الرياضيين بقوتها وقدرتها على ضبط المنافسة دون أن تعلم أن مثل هذه القرارات تزيد من التأجيج فضلاً عن الضغوطات على اتحاد الكرة المنهمك بقضايا مهمة من الناحية الاستراتيجية مثل قضية الديون.
ليت اتحاد الكرة يدرك أن اللجان الضعيفة لن تعزز رصيده وستكون وهي تتخذ القرارات على حسب الطلب نقطة سوداء في مسيرته¡ وستكون سبباً في فشل تجربته تماماً مثل سلفه.
إضغط هنا لقراءة المزيد...