احترم تخوف الكثير من عشاق الهلال من نتائج الجولات الأخيرة من الدوري السعودي وأنها قد تؤدي إلى تغييرات في مراكز مقدمة الترتيب¡ لكنني لا أرى بطلا يستحق "دوري جميل" إلا الهلال في هذه النسخة الساخنة والمثيرة من المسابقة.
هذا الدوري وحتى الجولة رقم 21 وقبل خمس جولات من النهاية¡ لم يستطع أي فريق أن يتوج نفسه بالبطولة بشكل حاسم¡ وظل النصر والأهلي والاتحاد يحتفظون ببقايا أمل حتى هذه اللحظة بينما جرت العادة في النسخ الماضية أن تحسم المنافسة لصالح فريقين فقط في الثلث الأخير من الدوري وإعلان البطل يكون في الجولة رقم 22 أو 23 وهذا ما حدث مع الأهلي وقبله النصر وقبلهما الفتح وهذا ما يثبت أن دوري عام 2017 هو الدوري الأقوى منذ 10 أعوام مضت.
ومادمنا نتحدث اليوم عن الهلال فإنني أقف احتراما وتقديرا لتجربة الأمير نواف بن سعد في رئاسة النادي وكيف استطاع العبور من وسط الكثير من التحديات المفصلية التي واجهت "الزعيم" بشكل واضح من داخل الملعب ومن خارجه أيضا¡ واستطاع بعمله الصامت من الدفاع عن حقوق ناديه باستخدام المتخصصين في القانون وهذا ماشاهدناه في قضية نواف العابد التي أحرجت لجنة الانضباط بشكل واضح وأجبر لجنة الاستئناف على إلغاء قرار الإيقاف.
ليس سرا أن الهلال يتعرض منذ أربعة عقود لحرب نفسية يقودها أطراف متنافسة¡ وساهمت هذه الأطراف في تسويق فكرة حصول الهلال على معاملة تفضيلية داخل أروقة المؤسسة الرياضية السعودية الرسمية¡ بينما يقول الواقع إن الهلال كان دوما المخرج لكل جهة رسمية رياضية تريد إثبات حيادها أمام بعض الرأي العام وذلك بالتعسف ضده أو التشدد في القرارات تجاهه وهذه الحساسية صنعها بكل ذكاء منافسو هذا القميص "الأزرق".
وسر إعجابي بطريقة الأمير نواف بن سعد أنه كان يعلم بحجم التحريض ضد ناديه ولهذا كان يعمل وفريق عمله بطريقة دقيقة وسرية للمحافظة على مسيرة الفريق ومنع خصومة من استغلال أي خطأ من أجل تحسين صورتهم أمام الرأي العام.
إذا عبر الهلال مباراة الرائد في القصيم نستطيع أن نقول بأن الدوري قد انتهى وكسر "الأزرق" عناد الدوري بطريقة هوليودية¡ ولم لا ونحن نمر في موسم مثالي فعل فيه الهلال كل ما يمكن لتحقيق هذه البطولة الكبرى التي أراها المعيار الحقيقي لقوة فرق كرة القدم أكثر من أي بطولة أخرى.
مبروك لبطل الدوري مهما كان أسمه وإن كنت أرى أن الأنوار "الزرقاء" تحيط بمنصة الذهب.




إضغط هنا لقراءة المزيد...