أتذكر أني كتبت مقالاً ساخراً بهذا العنوان في صحيفة الوطن منذ عدة سنوات حين لاحظت ارتفاع وتيرة التنافس القبلي في سباقات الهجن لحد ينذر بالخطر¡ وقد كان المقال ناقداً لتنامي الشعور القبلي في تلك المنافسات¡ واتكأت في طرحي وعنواني على كوني من قبيلة عنزة¡ وكون عنزة لم يكن لها حضور في تلك المنافسات.
وقد يكون المقال أحدث التأثير الذي قصدته عند كثيرين فهموا مغزاه¡ لكن فوجئت أن كثيرين أيضاً فهموه بعكس مقصده¡ فظنوا أني أنتخي بهم فعلاً¡ فانهمرت الردود المستجيبة تلبي النداء.. لبيك وسعديك.. حتى أن بعض شيوخ عنزة اتصلوا يشكرون ويلبون ويوضحون مواقفهم.
ذكرني هذا بمقطع شاهدته منذ عدة أيام لمواطن من عنزة تحدث بصوت جهير أمام وزير الإسكان مترجماً مطالب من كانوا معه¡ ولست الآن بصدد مطالباته¡ لكني لاحظت أنه وهو في قمة حماسه يستعرض حالته وحالة أمثاله وقع في المطب القبلي الكبير فاستنجد بمشايخ قبيلته ليستخدموا نفوذهم وانتخى بهم فقال: وينكم يا مشايخ عنزة.
يعني فعل مثلي¡ لكن موضوعي قبلي بامتياز¡ أما موضوعه فحكومي¡ والتمييز في الشأن الحكومي مقصور على الشيوخ¡ أي أريد أن أقول للمواطن: الشيوخ الآن ممتنون لذلك الخطاب السري الصادر من الشؤون الصحية بتبوك للمستشفيات التابعة لتمييزهم في المعاملة¡ يعني باختصار «ما هم بيمك».
يعني صوّت كما تشاء وانتخِ كما تحب فلن يستجيب لك أحد¡ ولعل هذا أيها القبليون يقنعكم بعدم جدوى القبلية¡ فما دام أنه لا يستفيد منها إلا الشيوخ فما فائدتها.. اتركوها وتوكلوا على الله.
إضغط هنا لقراءة المزيد...