عادة تكون بلديات المدن من أكبر المتحمسين لمشروعات التجميل¡ وأحسب أمانة مدينة الرياض كذلك¡ ومن ضمن عمليات إظهار الجمال الحضاري وتجميل الصورة¡ البت في مسألة المباني المهجورة والواقعة على شوارع رئيسة¡ وجنوب طريق الملك فهد شاهد على أن الظاهرة لم تحظ بالاهتمام اللازم.
لا أعرف تماما وضع الأبنية المهجورة ولا بد أنهم يعرفون سبب أو أسباب تركها على هذا الوضع.
حركة البيئة في العاصمة تتبدل بأكملها كل سنة¡ إلا أن هذه المباني بقيت شاهدا على قدر لا بأس به من اللامبالاة.
مشروعات جمالية باهظة التكلفة قامت في العاصمة وفي غيرها من المدن وهذه المباني لا يمكن أن تكون مأوى طبيعيا لأي ساكن ومنتفع والغالب أن أصحابها تسلموا تعويضا مقابل استملاك الطريق لجزء من المبنى وظل الباقي من المبنى على وضعه لكون استثماره من قبل المالك غير مجد.
والبعض الآخر من هذه المباني قيل عنه إنه موضع نزاع وقضيته تدور في المحاكم أو في البلدية أو لدى كتاب حصر الإرث وضحية ذلك هو المبنى ومنظره المثير لكل صورة من صور الاشمئزاز.
منذ أن كان شارع الجامعة طريقا واحدا مسفلتا أي قبل أكثر من ربع قرن والمباني الواقعة عليه أو على جزء كبير منه تلغي فكرة العمران الجيد التي تصورت بها الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة التخطيط فما أن يتعداها المرء إلا ويصطدم بمبان مهملة عن يمينه وعن شماله.
لا أدري من الذي يجب عليه أن يتدبر مثل هذه الأمور وتلك الحالات التي تقادم عهدها وتقادم عهدنا بها.
ثم انظروا للمباني الواقعة على شارع الأحساء وقارنوا بين وضعها قريبة من مبان أو أسواق مركزية باذخة والمطاعم الغريبة الطابع.
انظروا لتقاطع جرير مع الأحساء من الناحية الجنوبية الشرقية لتروا الخرائب تحتل شارعا شماله عصري وجنوبه فقد الحياة يذكرني هذا بدعوة إجراء "جوار الشمال والجنوب" فالتحسين هو ليس فقط مظهرا جماليا وإنما هو مضاعفة لقيمة العقار.
أضم صوتي إلى أصوات المطالبين بوجوب إعداد دراسة مستوفاة في كل مدينة لمحاربة المتناقضات هذه وعدم ترك الجمال الحضري ضحية الأهواء المتقلبة.
إضغط هنا لقراءة المزيد...