هناك أشياء لصيقة بحياتنا ومؤثرة فينا¡ وتُسعدنا وتنفعنا¡ ومع ذلك تحظى بالكثير من الإهمال¡ وكأنها وجبة طعام شهية نتناولها ثم ننساها¡ ومنها (فن الكاريكاتير) ذلك السهل الممتنع الذي لا يكاد يمر يوم دون أن نمر عليه في الصحافة والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي كصديقٍ مرح لطيف يمنحنا البسمة والسلوى¡ ويشاركنا المواجع والشكوى¡ ويؤثر في تفكيرنا شعرنا أم لم نشعر¡ ومع ذلك فإن الدراسات الأكاديمية والنقدية نادرة عن هذا الفن المشاغب والفعّال معاً¡ والذي كثيراً ما يُغضب المسؤولين في العالم كله¡ وخاصة عالمنا العربي¡ إذ تتحرك مقصلة الرقيب كما حدث لناجي العلي مع أنه - رحمه الله - لم يكن يقدم إلّا شخصية طفل بريء (حنظلة) ينظر إلى المشهد بصمت أقوى تعبيراً من الكلام..
ولما يمتاز به هذا الفن من انتشار وتأثير وإقبال من الجماهير (حتى إن كثيراً من القراء يبدأ به) فرحت برسالة الدكتوراه التي نالها الزميل (علي القحيص الشمري) بعنوان: (دور الكاريكاتير في صناعة الرأي العام - دراسة ميدانية) خاصة أن الباحث أحد فرسان هذا الفن¡ فقد أبدع فيه خلال رسوماته في (جريدة الرياض) فهو مولع به مطلع على أسراره¡ ولذلك أحس أن أطروحته الأكاديمية أنصفت بعض الإنصاف هذا الفن الساحر الساخر (الكاريكاتير) الذي نبدأ به صباحنا فيمنحنا البسمة والفكرة وربما الضحك الذي ترجمته الداخلية (شرُّ البلية ما يُضحك)..
لست الآن بصدد عرض هذه الرسالة المميزة جداً¡ رغم أنني قرأتها كلها¡ فالمساحة لا تفي ولا تكفي¡ ولكنني أدعو الباحث الكريم إلى طباعتها فوراً فسوف تكون إضافة نوعية لثقافة العرب ومكتبتهم التي تكاد تخلو من دراسة جادة لفن من أكثر الفنون تأثيراً في حياتنا¡ وصحبةً لنا ¡ وصياغة للرأي العام.




إضغط هنا لقراءة المزيد...