منذ نهايات الخمسينيات من القرن الميلادي الماضي بدأ البريطانيون يُقايضون أوروبا بثقافات بريطانية لقاء عمالة منزلية أوربية.
كيف ذلك¿ ظهرت مهنة (الأوبير) Au Pair
وهي مفردة فرنسية تعني المُساعدة أو المعينة في شؤون المنزل. وهي ليست خادمة بالمعنى التقليدي.
فتيات من أوروبا يأتين إلى بريطانيا من أجل العيش مع الأسرة الإنجليزية¡ والغالبية منهن طالبات¡ ولفترة محددة¡ تتلقى دورات لغة إنجليزية¡ أو لمتابعة موسم مسرحي أو موسيقي لمدة شهرين أو تزيد قليلا¡ ويقمن عند عوائل إنجليزية كضيفات لقاء عمل يومي في المنزل (ترتيب غرف تغسيل أطباق وما شابه).
تُخصص الأسرة للضيفة غرفة مستقلة¡ وتُشاركها المأكل (تجلس على المائدة كأحد أفراد الأسرة)¡ وتستغل تلك الجلسات لتزداد براعة بالإنجليزية¡ لكونها من أصل فرنسي أو ألماني أو اسكندنافي. إضافة إلى ذلك فالضيفة تتمتع بنصف نهار في الأسبوع في الأسبوع كوقت حرّ¡ وأيضا تتقاضى من الأسرة مصروفا بسيطا اسبوعيا¡ لتُغطي المواصلات والسينما والمسرح والرياضة.
سار ذاك الاستثمار على ما يُرام¡ وتأسست وكالات تختار المساعدة بمعرفتها وعلى مسؤوليتها.وتتراوح أعمارهن بين الثامنة عشرة والعشرين وأغلبهن في المرحلة الجامعية.
لا تدفع العائلة للفتاة أجراً¡ عدا ذلك المصروف القليل¡ وهي (أي الفتاة) تقبل بالسكن والطعام والفائدة اللغوية. كذلك فالفتاة لا تدفع للعائلة شيئا فهي تُشارك في غسل الأطباق وترتيب الغرف. أما الكنس وغسيل المرافق فهو واجب امرأة تأتي مرتين في الأسبوع يسمونها (تشار وومان).
وعادة تكون العائلة المضيّفة ذات مستوى أرفع من المتوسط. وحتى وقت قريب لا يوجد هيكل أو إطار قانوني يحدد واجبات تلك الضيفة.
وفي السنين الأخيرة فوجئت بريطانيا بمرشحات من دول البلقان وشرقي أوروبا. وظن البريطانيون أن تلك الفئات طارئة على العمل لقصور الثقافة واللغة واختلاف البيئة.
والملاحظ أن أولئك الفتيات (قصدي الفرنسيات والإسكندافيات) لا تستهويهن الإقامة الدائمة في بريطانيا¡ ولا يخضعن لنظام العمل والضمان. لذا فالمسألة ثلاثة أو أربعة شهور ويعدن إلى بلدانهن. ويبدو لي أن همهنّ الثقافة واللغة¡ وأكثرهن أتين من أوساط راقية.
وأرى الفرق بيننا وبينهم أن " الخادمة " عندنا تتذبذب العلاقة بينها وبين ربة المنزل بين شد وجذب وخصام وفرح وترح.
إضغط هنا لقراءة المزيد...