-
2+2=5
بخطه الجميل كتب على السبورة: 2+2=5¡ ثم طلب من طلاب وطالبات الصف الخامس الابتدائي قراءة ما كتب¡ في البداية فعلوا ما طلب منهم رغم استهجانهم النتيجة.
لم تكن حصة رياضيات عادية تلك التي دخل فيها المعلم العراقي "حمد جحجيح" على طلابه وطالباته¡ كان يفترض أن يعلمّهم قسطاً من الرياضيات لكنه كان يرغب في أن يحفر في عقولهم الغضّة درساً لا ينسى.
لم يدم السكوت طويلاً¡ حتى تدخل بعض التلاميذ في جدل مع معلمهم¡ ليرد عليهم: "أنا أستاذكم¡ وأعرف أكثر منكم"¡ وهو ما أسكت الأغلبية في البداية¡ وجعلهم يبدأون في تقبّل ذلك الخطأº فقط لأن معلمهم قال ذلك¡ رغم أنه يخالف أبسط حقائق الحساب! كان المعلم الذي صور الحدث وبثه في الآفاق¡ لا يزال يحاول السيطرة على الموقف¡ وقمع كل محاولة تصحيح أو مخالفة¡ حتى تشجع أحدهم وبادرهُ بالقول: "أستاذ أنت أحسن مني ولكن 2+2=5"¡ غير أن المعلم أصر على موقفه¡ وأكد صحة موقفه لأنه هو المعلم¡ وكل ما يصدر عنه يجب أن يكون صحيحاً ومسلماً به¡ لكنهم مع مرور الوقت وتشجعهم زادت معارضتهم لما كتب¡ ليؤكد أكثر من طالب أن 2+2=4 وليس 5 كما كتب المعلم.
هنا تنفس المعلم الصعداء وأفصح عن سعادته بشجاعة تلاميذه¡ وطفق يشرح سبب كتابته هذه النتيجة الخاطئة¡ وضرورة ألا يسلّم المرء بما يقوله الآخرون فقط لأنهم قالوه¡ وبالذات إن كان صاحب الرأي ذا نفوذ رسمي أو ديني. وهو بالتأكيد ما يمارسه الكبار قبل الصغار كل يوم في حياتنا.
قدم المعلم درساً عملياً لطلابه¡ فليس كل ما يصلنا صحيحاً¡ بل يجب أن يُفهم ويطبق عليه مسطرة العلم حتى نتأكد من صحته¡ فمعيار مصدر المعلومة ليس المعيار الوحيد لصدقية المعلومة أو رجوح الرأي¡ وهو ما تعاظم خطره مؤخراً عبر وسائط الاتصال الاجتماعي¡ فالتثبت من المعلومة وصحتها أضحى آخر ما نفكر به.
مقطع الفيديو الذي صوره المعلم العراقي وانتشر في الآفاق يؤكد أن التعليم الحقيقي ليس مجرد حفظٍ وتلقين¡ بل ساحة توريث للخبرات وصقل للمهارات¡ فما قدمه في حصة واحدة أغنى عن عشرات بل مئات الصفحات من المحفوظات عن خطر تقبل أي شيء من الآخرين¡ فهنيئاً لأولئك الطلبة هذا المعلم الذي يعرف ما معنى أن تكون معلماً حقيقياً ومرشداً أميناً لمستقبل طلابك.
إضغط هنا لقراءة المزيد...
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى