بينما عازف البيانو المجري العالمي بوغاني يقدم وصلاته الفاخرة موسيقياً لجمهوره بالرياض¡ وقبله كان الجميع على موعد مع فخامة فرقة الأوركسترا اليابانية¡ وبالمقابل الزميل يحيى مفرح يتحدث عن تجربة الراحل طلال مداح بمشاركة عزف وغناء الشاب سعد إبراهيم¡ وغيرها من النشاطات المبهجة بالرياض مؤخراً¡ تعايشت مع قصة فيلم "سمير وشهير وبهير" الذي يتناول العودة للسبعينيات الميلادية فجأة بسبب اختراع آلة الزمن!.
"نشر السعادة" كشعار مهم اختصر بها رئيس هيئة الترفيه أحمد الخطيب الحديث عن العمل الذي يقومون به حالياً في المملكة¡ هل كانت السعادة بالفعل كمصطلح غائبة أم كانت محدودة الانتشار في بلد اعتبرها الكثير من أبنائها مليئة بالرتابة وهذا شعور خطير بكل ما تعنيه الكلمة¿¡ وبكل شفافية الكل منا يعرف هذه الحقيقة¡ ولكن ما الذي حدث مؤخراً في السعودية الجديدة¿¡ وماذا سيحدث لمستقبل السعادة في بلد أهله من أكثر المحبين لهذه الكلمة¿.
سأعود بآلة الزمن لآخر ثلاثة عقود¡ لن أستذكر الحوادث المؤسفة كما حدث في مسرح اليمامة والاتصال الذي تلقيته من الممثل حبيب الحبيب وهو يستنجد نتيجة للهجوم عليه حينها¡ وصعوبة الكتابة السريعة عن ما حدث لاعتبارات خاصة في تلك الفترة¡ فأذكر أن الحديث بصورة سريعة من الناحية الصحفية كان تحت خطوط حمراء وانتظرنا يومين للإشارة فقط للغوغائية التي حدثت ونحن على أعصابنا¡ نعم كانت مجازفة أن تنتقد أفعال بعض المتشددين الرافضين للترفيه والسعادة في بلادنا¡ أحداث كثيرة وعديدة¡ تجعل مني وأنا أعود عبر آلة الزمن للتفكير بما كان¡ بالفعل يحتاج هذا الأمر لأفلام تجسد الواقع الذي كنا نعيشه بلا مبالغة.
الأمر ليس حفلة أوركسترا عالمية أو عزف بيانو أو مسرحية كوميدية أو حفلة غنائية أو أي مجال يبث الفرح والسعادة¡ جميع هذه الفعاليات تستطيع إذا كنت من عشاقها أن تحضرها في بلدان مجاورة¡ ولكن التساؤل ما هو تأثير العقود الماضية على ثقافتنا وذائقتنا¡ لا ننكر أننا تأثرنا كثيراً¡ وافتقدنا الثقة بأنفسنا كثيراً¡ ولكن وهذا المهم كيف نستطيع أن نتعايش مع واقعنا الحالي بصورة مختلفة¡ وأن تكون السعادة أكثر انتشاراً. المجتمع أمام محطات تغير إيجابية¡ فبدلاً من تناقل وتصيد وكالات الأنباء العالمية لأحداث معينة في بلادنا كما اعتدنا¡ بإمكانها الحديث عن تفاعل السعوديين مع معزوفات العالمي بوغاني وأيضاً شغف السعوديين وتفاعلهم مع السعادة التي طال انتظارهم لها.




إضغط هنا لقراءة المزيد...