مشروع خصخصة الأندية بقدر ما هو مشروع عظيم كونه يصب في مصلحة الدولة وناتجها القومي في أكثر من جانب¡ وعلى الأندية في دفعها للتطور بالتحرر من قيود البيروقراطيةº إلا أنه بقدر ذلك فهو مشروع خطير على أكثر من صعيد¡ لاسيما من جهة من يستملكونه.
من هنا لا يمكن حين الحديث عن خصخصة الأندية السعودية القفز على أمر مهم جداً وهو من سيمتلكها¿ وهل هناك معايير موضوعة للأفراد والتكتلات من حيث خلفياتهم وتوجهاتهم وطريقة نظرتهم للرياضة التي بقدر ما هي اليوم صناعة إلا أنها قبل ذلك مبادىء وقيم.
أدرك أن توجهاً كهذا لم يكن غائباً عن عراب الخصخصة الأمير عبدالله بن مساعد¡ ولن يكون كذلك عند رئيس الهيئة الحالي محمد بن عبدالملك آل الشيخº باعتباره مشروع دولة¡ لكن ثمة أمور دقيقة لا يمكن القفز عليها¡ خصوصاً وأن هذا المشروع يُعنى بشريحة الشباب بكل تفاصيلها¡ وبأمور تجارية ومالية حساسة¡ وبعلاقات داخلية وخارجية مهمة جداً.
مشروع تخصيص الأندية هو نموذج غربي بامتياز¡ وعلى الرغم من ذلك لازال هذا المشروع على بعد سنواته في بعض الدول العريقة في صناعة الرياضة يحمل الكثير من الحساسيةº خصوصاً مع تملك الأجانب للأنديةº سواء من المنافسين المحليين على الشراء وكذلك الإعلام والجماهير¡ إن من جهة العنصرية¡ أو من جهة المال الوافد لتلك الدول¡ أو بحجة القيم والمبادئ الوطنية.
بالأمس ثارت ثائرة إقليم كتالونيا بإسبانيا وجماهير نادي برشلونة وإدارته لمجرد تغريدة بثها مالك ورئيس نادي مالقا الإسباني القطري الشيخ عبدالله بن خالد آل ثاني عبر حسابه باللغة العربية في "تويتر" حينما كتب في رده على أحد المغردين يقول: "بإذن الله بينجلدون داخل الملعب¡ والله حثالة كتالونيا لن يشموا رائحة الدوري بعد تأليف الأكاذيب على المدرب ميتشل" ما استدعى النادي الكتالوني للتصعيد بالطلب من كافة الجهات الرسمية بمقاضاته حيث أحال القضية للجنة ضد العنف وإلى عدد من اللجان المختصة بالاتحاد الإسباني.
تلك التغريدة استفزت الإقليم الإسباني بأكمله واستثمرته الصحافة هناك للتأليب عليه¡ وتداوله الإعلام في كل العالم بطريقة استدعت رئيس ملقا للتوضيح عبر بيان بأنه يقصد صحافة الإقليم ولا يقصد النادي¡ لكن بعد أن سبق السيف العذل.




إضغط هنا لقراءة المزيد...