النقد من صميم عمل الإعلام خاصة الصحافة. النقاد يتوزعون على فئات. كل فئة تنظر إلى القضية من منظور مختلف عن الأخرى. اعتدنا في السنوات العشرين الماضية على أربعة توجهات في النقد. يمكن تصنيفها على وجه السرعة بالشكل التالي: الشخصي والموضوعي والشعبوي والمتحيز.
يوجه بعض الكتاب نقده للإدارة كستار لخصومة مع المسؤول. (يستقعد) له كما نقول. لا يسمح له بهامش من الخطأ. ترحب الصحافة به بقدر من الحذر ولكن لا تسمح له بالذهاب إلى الأمر الشخصي. في النهاية رغم أن هذا النقد يفتقر للدوافع النزيهة إلا أنه مفيد. المحرر في الجريدة ينظر إلى موضوعية النص الذي أمامه فقط. يصاحب هذا النقد الشخصي نقد عقلاني يؤيده الجميع إلا من بقلبه مرض.
ثمة نقد شعبوي. هدفه تكوين قاعدة جماهيرية. كالذي يطالب بصرف مرتبات لربات البيوت (مربيات الأجيال). هو ومربية الأجيال ووزارة المالية ومؤسسة النقد وأرامكو يعرفون أن هذا مجرد كلام فاضٍ. هذا النوع من النقد لا يضر ولكنه يزعج بعض القراء لأنه ينطوي على استخفاف بالعقول.
مع النت ظهر لنا ما يمكن أن نسميه النقد المدسوس. كالنقاد الذين تديرهم قطر. عدد كبير من الأسماء الوهمية تتربص بالأداء الحكومي. تحاول الوقيعة بين الحكومة والمواطنين خصوصاً ونحن نعيش حراكاً كبيراً يصاحبه بالضرورة هزات وتغيرات وتقويض عادات ومفاهيم فقدت صلاحيتها. يتضرر من هذا عدد من الناس بشكل مؤقت عندما يخدعها هذا النوع من النقد.
يبقى أمامنا النقد المتحيز الذي ينطلق صاحبه من قناعات مسبقة لا علاقة لها بتفاصيل الأداء. يأتي هذا النقد امتداداً لقيمة ثقافية أو مرتبط بقيمة دينية.
أفضل مثال للنقد المتحيز الكتابات التي حاصرت هيئة الأمر بالمعروف أو رفعتها إلى ذرى النجوم. طرفان متناقضان. أحدهما يرى أن الهيئة تمثل سفينة النجاة من كل الرذائل¡ والآخر يريد إزالة الهيئة جملة وتفصيلاً. كلاهما ينطلق من موقف قيمي وليس موقفاً نقدياً.
جرت عدة تغييرات هيكلية في المملكة فظهرت إدارات جديدة أهمها هيئة الترفيه التي شكلت حضوراً مدوياً بين الناس لا يدانيه سوى الحضور السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يسير نقد هيئة الترفيه على الانقسامات نفسها التي سار عليها نقد هيئة الأمر بالمعروف. إذا تأملنا سنرى أن هيئة الترفيه أصبحت سفينة النجاة في كتابات المؤيدين. أما نقادها فلا يرون فيها شيئاً يمكن إصلاحه. أصبح الاختلاف السابق مع هيئة الأمر بالمعروف هو الاختلاف نفسه مع هيئة الترفيه مع تبديل المواقع فقط.
http://www.alriyadh.com/1667744]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]