كان بعض الإعلاميين وثلة من الجماهير ترى في "معايرة" بعض الأندية المنافسة بعدم الحصول على البطولات القارية فرصة لـ"الطقطقة" والتشفي والتنفيس عن الكبت والإحباطات وإخفاقات فرقها¡ على الرغم من تكرار (السؤال ما الذي حققته أندية هؤلاء¡ والبطولات الآسيوية التي تجعلهم يلبسون ثوب الوهم والإساءات والإيحاء للناس أن فرقهم فازت بأكبر البطولات ونالت جميع الأمجاد¿) ولكن بلا جواب¡ وتكشف وفق التاريخ أن أرصدتها خالية والكثير من بطولاتها بالية¡ الإعلام الذي يغرد ويكتب ويناقش بلسان المتعصبين من الجماهير هو الآخر¡ لم يبدل من سلوكه وثقافته¡ في كل برنامج وحلقة ومقال وتغريدة¡ يكون الغمز والهمز¡ الكلام مكرر و "المعايرة" هي ذاتها على طريقة (نادينا أفضل من ناديكم¡ ولاعبنا أحسن من لاعبكم)¡ بعضهم كان يتعاطى مثل هذه النقاشات وعمره بالعشرينات¡ والآن تجاوزوا الـ50 والبعض بلغ سن التعاقد¡ والفكر كما هو¡ بل ربما أسوأ من السابق¡ لا يتورع البعض من رفع أكف التضرع إلى السماء والأمنيات أن تفوز فرقهم في منافسة محلية وهم يصنفون أنفسهم من النقاد المحايدين.. أين الحياد والموضوعية¿.. يبدو أن المدرجات بجانب الرابطة هو المكان الأنسب لهم¡ "المناقر" بكل أسف عنوان مختلف الأطروحات والنقاشات¡ فهل من يحمل هذه الأفكار جدير بتحمل المسؤولية وتثقيف الأجيال والمساعدة على صناعة إعلام يكون هدفه الأول الإسهام في تقدم رياضة الوطن¡ وتألق منتخباتها وقوة أنديتها ومساعدة المسؤول على رؤية الأخطاء بلا خنوع ومجاملات وخوف وتعصب.
ونتيجة الطرح المكرر والكثير من الأسماء التي لا تعرف إلا رفع الصوت¡ وإسكات الضيف الآخر بالصراخ¡ وحتى لو وصل الأمر محاولة التشابك بالأيدي¡ استمر الجميع يدور في فلك "المحلية"¡ أندية ومنتخبات لا تزال غائبة عن البطولات القارية منذ العام 2005¡ على ماذا يدل هذا¿.. يدل على خلل كبير في الفكر لدى الاتحادات والأندية واللاعبين والإدارات والتخلف لدى معظم الإعلاميين¡ البعض نراه كبيرا في عمره¡ ولكنه صغير في تفكيره وطموحه¡ لذلك نتمنى ألا تلتصق "المحلية" التي يرى فيها البعض استفزازا لأندية معينة بجميع الفرق فيصبح الكل متخلفا عن الركب وبعيدا عن البطولات الخارجية الكبيرة¡ عدا المحلية التي تعتبر المشاركة فيها إلزامية ويحكمها نظام الصعود والهبوط وخروج المغلوب.
بكل أسف أن الكثير صار يرى أن الإثارة هي الصراخ في البرامج.. على ماذا.. وهل هناك منجز¿.. الجواب لا منجز ولا هم يحزنون أناس جبلوا على النقاش العقيم والطرح المكرر¡ والنتيجة الجميع أصبح يقف في دائرة الإخفاق¡ ولكنه يتجاوز إلى نقد غيره موهما الشارع الرياضي أن كلامه هو الصحيح بينما الواقع يقول (الكل شركاء فيما يحدث من هرج ومرج وفشل منذ عشرات الأعوام).




http://www.alriyadh.com/1673160]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]