سؤال يصور حالة مستحدثة في تاريخ الثقافة السعودية¡ التي نمر بها¡ ولا جناح علينا أن نتدارسها بكل ما فيها.
سؤال يُطرح غالباً بين الرجال¡ وعلى مستويات متباينة من الصراحة والمكاشفة وحسب من يكون شخص السائل¡ ومن يكون المسؤول¡ ومن هم الأشخاص المستمعون لذلك السؤال والجواب¡ والذي قد يمر سطحيًا مرور سيارة مسرعة¡ وقد يتعطل عند أقرب محطة¡ أو يصطدم بحفرية معترضة.
البعض قد يجاوب على السؤال بصراحة من أنه كان يتمنى حدوث ذلك من زمن¡ فيرد بثقة وفخر واعتزاز.
والبعض قد تسخن عقيرته قليلاً¡ وينكس وجهه¡ متعالياً على علامات القلق¡ ثم يرد بأنه هو وأهله غير محتاجين¡ ولا مستعجلين على السياقة النسائية.
ويأتي الرد مشوشاً عند من يؤكد أنه قد سمح لأفراد أسرته من النساء بالتعلم¡ سواء معه¡ أو بالتسجيل في مدارس تعليم القيادة¡ للطوارئ¡ غير أنه ليس مستعجلاً.
والبعض سيتبرم¡ ويعلن أنه غير موافق على ذلك¡ ولكن المجتمع يحرجه ويدفعه للموافقة.
والبعض سيغضب من مجرد السؤال¡ ويدعي عدم حدوث ذلك¡ طالما أنه حي¡ والكارثة عندما يكون غير صادق¡ وأن في أسرته من تقود سيارتها¡ وهو يحاول إنكار ذلك للإبقاء على صورة هيمنته القديمة.
والبعض يتكلم بثقة¡ فيكون فعلاً مقتنعاً هو وأفراد أسرته من النساء أن قيادة السيارة ليست لهم¡ وأنهم لا يفكرون بالإقدام عليها مطلقاً.
وبين هذا وذاك نجد القصص الميسرة لكينونة تلك القفزة¡ أو المصعبة لها¡ ونجد من يحكي قصصاً قد تكون حقيقية وقد تكون مختلقة يستخدمها حجة يثبت بها وجهة نظره.
الكثير سيربط بين قيادة المرأة للسيارة مع مسألة كشف الوجه¡ والكثير سيتحدث عن مشروعية الحجاب¡ والنقاب¡ والتبرج والاختلاط¡ وغيرها من الأمور المرتبطة¡ والتي قد يفهما البعض بأنها غير متصلة.
البعض سينظر للأمور من جوانب التسهيل¡ وشيوع الفائدة¡ لمن يحتاج لذلك.
والبعض سينظر لذلك من نواحٍ أسرية¡ وقبلية¡ ومن تحطيم لبعض العادات والتقاليد.
كل ذلك يتم في مجتمعنا السعودي¡ بحوار¡ ومحاولات تأقلم مع الجديد¡ ومع إعطاء المرأة جل حقوقها¡ التي حرمت منها لفترة طويلة من الزمن.
والمميز في هذا الحراك الثقافي¡ والتأقلم المتناغم مع الرؤية¡ والواقع الجديد¡ أن الأفراد¡ والأسر¡ والمجتمعات تناقش بنوع من الهدوء¡ والقدرة على التمييز¡ وكلهم يدركون أن الدولة لم تقدم على ذلك¡ إلا بعد أن هيأت الظروف القانونية والمجتمعية لبلوغ الأفضل¡ ودون إجبار لأحد أو تعطيل لمن يريد.
قيادة المرأة أصبحت واقعاً سعودياً ملموساً¡ والمرأة حين مزاولتها لذلك الحق¡ تعتبر من أقل نساء الأرض تعرضاً للتحرش أو التمييز بقوانين صارمة تحترم الحقوق والوجود لجميع أفراد الوطن.
وبعد تلك المرحلة¡ أصبح هذا طبيعياً للغاية¡ ولم يعد يستدعي الجدل العقيم حول فائدته أو ضرره.




http://www.alriyadh.com/1774551]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]