عندما تسمع كلمة "التفكير" ماذا يدور في بالك¿
هناك شيء أظنك لم تفكر فيه¡ وهو أن التفكير ليس شيئًا واحدًا يمشي على وتيرة ثابتة¡ بل هناك نوعان من التفكير كما قال عدة علماء¡ ويختلف النوعان اختلافًا بسيطًا حسب تعريف كل مجموعة علماء له¡ ومما جذبني تعريف عالمين نفسيين وهما جوزيف بيلي وريتشارد كارلسون في كتاب وضعاه عن التفكير وتأثيره في المشاعر¡ فيصف الكتاب النوعين من التفكير¡ فالأول هو التفكير التحليلي¡ وهو مثل الحاسب¡ يحلل ويعالج المعلومات¡ ومن وظائفه تخزين المعلومات وتحليلها (مثل فرزها¡ مقارنتها بغيرها¡ ترتيبها على هيئة اعتقادات وأفكار)¡ تخطيط الحياة (رسم صورة للمستقبل بناءً على الذاكرة والمخيلة)¡ وهكذا. هذا النوع من التفكير هو الذي يتيح تعلم اللغة واكتساب المهارات وتذكر الأرقام وتنفيذ المهمات وتشغيل الأجهزة¡ وهو النوع الذي يدرَّس في المدرسة. ميزته أنه في وجود المعطيات كاملة فإنه فعال وسريع. مثال: كم أحتاج من وقت لأصل إلى المطار¿ إذا وُجِدت المعلومات فهذا النمط التفكيري سيجيبك. عيبه أنه إذا لم تكن لدينا كل المعلومات فسنظل نطحن ونعجن داخل عقلنا بلا طائل¡ وهي عملية محبطة ضاغطة¡ فمثلًا لو كانت لديك مشكلة في التعامل مع شخص ولا تعرف كيف تحلها¡ فستظل تحلل هذه المشكلة بلا توقف ولا طائل¡ ما قد يؤثر في نومك وعلاقاتك وعملك.
النوع الثاني هو التفكير السّلِس. هذا النمط كأنه نهر¡ متدفق دائمًا¡ هدفه أن يجلب لنا المتعة بالحياة¡ وأن نصل إلى قمة الكفاءة في التفكير والأداء¡ وأن نحل المشكلات حتى لو لم تتوافر كل المعلومات. الإبداع والإلهام والحكمة والإدراك والأفكار الذكية المفاجئة تأتي من التفكير السلس.
في أحد الاستبيانات سُئل الناس: أين كنت حينما أتت أبدع وأفضل أفكارك¿ الإجابات: أستحمّ¡ في إجازة¡ أقود سيارة. هذه أوقات لا نفعل فيها أي شيء ولا نفكر بعمق¡ ومع ذلك تأتي أفضل الأفكار! السبب هو التفكير السلس. لا يعني هذا أن الأول سيئ والثاني جيد¡ القصد أنك تستطيع تعلم النمط الثاني وتحسن نفسيتك ومزاجك.
من مزايا هذا النمط أنه مريح¡ يتعامل مع المجهول حينما تحتاج الإبداع والأفكار الجديدة¡ تفكر وتستمتع في الوقت نفسه¡ طبيعي. نعرف كيف نفكر في النمط الأول¡ أما طريقة الثاني فهي أن نبتعد بتفكيرنا قليلًا عن المشكلة ونتشاغل بشيء آخر (ترتيب البيت¡ تنظيف السيارة.. إلخ)¡ ونترك العقل يشتغل عليها في الخلفية.
أرح عقلك من التفكير التحليلي وأطلق العنان لتفكيرك السلس!




http://www.alriyadh.com/1802345]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]