الاقتصاد في العالم يعتبر بالغ الحساسية في متغيراته والتأثير عليه¡ فقد يعطس الرئيس الأميركي وتتقلب أسعار النفط¡ وقد يمرض الرئيس الصيني وتتقلب أسواق المال¡ باعتبار هاتين الدولتين أكبر اقتصادين في العالم¡ والآن نلحظ فايروس "كورونا" الذي ضرب الصين ومدينة "ووهان" خصوصاً¡ وهي مركز صناعي مهم للصين وتعتبر عاصمة مقاطعة "هوبي" وهي أكبر سابع مدينة صينية بـ11 مليون نسمة¡ ما حدث بالصين يصنف كارثة صحية واقتصادية بكل المقاييس¡ حتى أن البنك المركزي الصيني ضخ أكثر من 173 مليار دولار لإنعاش ومواجهة الأزمة الحالية¡ ومع توالي عدد الوفيات حتى الأمس إلى ما يزيد على 400 ضحية بسبب هذا الفايروس¡ وإحجام العالم عن الصين¡ وكأنها أصبحت في عزلة وحجرº شركات الطيران العالمية أوقفت رحلاتها أو للحد الأدنى الآن¡ السفر من وإلى الصين تراجع كثيراً¡ الاحترازات الصينية أصبحت مؤثرةً اقتصادياً من حيث إيقاف العمل والإنتاج¡ الانتظار¡ إجازات مفتوحة¡ تخوف العالم¡ وإجراءات لم تنتهِ إلى الآن.
هذه دروس نجدها أمامنا في ثاني أكبر اقتصاد عالمي¡ يعاني ليس من حرب تجارية¡ أو ضعف نمو¡ بل لظروف خارجة عن الإرادة وليست خارج السيطرة للآن ولا يعرف إلى أين تتجه¡ وجدنا بورصات العالم والنفط أول الخاسرين¡ فتراجع الطلب الصيني بنسبة 20 % تقريباً من النفط¡ ومعها تواكب تراجع النفط لتراجع الطلب من أكبر دولة مستوردة للنفط¡ هذا التحدي وضع العالم في حالة انتظار خارج المألوف من العقبات الاقتصادية¡ فهذه الظروف تضع العالم أمام تحدٍ كبير¡ وأحياناً يقف العالم أمامها عاجزاً عن الحل أو الحلول الفعالة السريعة¡ وهنا يجب أن يقف العالم متحداً متضامناً مع الصين اليوم¡ وقد يكون غداً أميركا¡ أو إحدى الدول الأوروبية¡ فوضح هنا هشاشة تأثر العالم بما حدث للصين¡ ولم توجد بدائل حقيقية فعالة تقدم الحلول¡ لاستمرار عجلة الاقتصاد العالمي¡ ولعل ضخامة الاقتصاد الصيني أو الأميركي وكأنهما يشكلان منفردين ربع العالم اقتصادياً¡ وكبرهما قد يهدد العالم أجمع¡ كما حدث بالأزمة المالية 2008 الأميركية والتي أثرت على العالم اقتصادياً ولم يتعافَ إلا بصعوبة¡ فكبر الاقتصادين يزيد من صعوبات العالم في كل ظرف أو أزمة.
من المهم أن يكون هناك دور عالمي يحافظ على توازن العالم اقتصادياً¡ بالنمو واستمرار الطلب والمحفزات¡ ولن تعزل أي مصاعب أو ظروف قد تأتي ولكن يفترض أن تكون بالحد الأدنى¡ لا أن تضع العالم في حالة عجز.




http://www.alriyadh.com/1802951]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]