التصعيد العدواني الجاري في المنطقة، وعلى رأسه الهجمات الإرهابية على المملكة، ليس إلا سلوكاً إيرانياً معتاداً كلما استشعرت ميلاً أميركياً للتهدئة، وبالطبع ليس بمعزل أيضاً عن الأجواء الانتخابية التي يعيشها النظام الإيراني، وهي انتخابات بات الشعب الإيراني غير معني بها، بعدما تأكد له عبر عقود أنها مجرد مسرحية دورية يوظفها النظام للمناورة وتخفيف الضغوط وفقاً للمتغيرات الدولية، مع التمسك بهدفه الاستراتيجي المتمثل في التمدد والهيمنة الإقليمية على جناح الطائفية.
كل هذا يجري في سياق العدوان الإيراني المزمن على المنطقة، واستغلال الموقف الأميركي حيال عبث طهران ومشروعها التدميري، وما هذه الهبّة الإرهابية إلا لبعث رسائل لواشنطن وأوروبا، تحدد سقف المفاوضات التي يبدو أن الإدارة الأميركية الجديدة تتوجه لاستئنافها، وتعزز أوراق القوة - كما يرى النظام - قبل الانخراط في أي حوار مع أميركا، وفي ضوء هذه الحقيقة يمكن قراءة كل هذه الهجمات الممتدة من اليمن جنوباً وصولاً إلى شمال العراق والاعتداءات المتوالية لاستهداف أعيان مدنية ومواقع نفطية في المملكة.
وما هو أخطر من هذا ما كشفته المملكة من ورود إحدى الهجمات من البحر في محاولة فاشلة لاستهداف الخزانات البترولية في ميناء رأس تنورة، وهذا يثير قضية خطيرة حول طبيعة هذا الهجوم، ومحطة انطلاق العملية، ومن شأن كشف النقاب عن هذا الأمر ومعرفة تفاصيله أن يغير قواعد اللعبة، ويضع كل دولة أمام مسؤولياتها، في إطار القانون الدولي، ومبادئ العلاقات بين الدول، ويوضح إلى أي مدى يمكن أن تؤدي المقاربات الدولية الناعمة مع الأنظمة المارقة، والميليشيات الإرهابية، إلى إخراج شياطين المنطقة من قماقمهم، وجر الشرق الأوسط والعالم برمته إلى مرحلة من الفوضى والدمار لا أحد سيبقى بمنأى عن تداعياتها، وآثارها الخطيرة، لذا فإن واشنطن والمجتمع الدولي كله مدعوّ للاستماع لصوت الحكمة، ودعوات المملكة الحثيثة لكبح الأطماع الإيرانية، ومواجهة إرهابها العابر للحدود، قبل فوات الأوان.




http://www.alriyadh.com/1874164]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]