مثلما نرى، فإن أسعار النفط ترتفع كما تشتهي أوبك + وبقية منتجي الطاقة. فهي بعد أن تدنت إلى الحضيض في أبريل من العام الماضي، أصبحت الآن تلامس 70 دولاراً للبرميل، وهذا ليس نهاية المطاف، ولكن ما الذي يعنيه ارتفاع أسعار النفط إلى ما فوق 70 دولاراً؟
هذا السؤال الذي سوف يفترض على منتجي الطاقة الإجابة عليه خلال الفترة المقبلة؛ فخلال الـ50 عاماً الماضية، أي منذ بداية ارتفاع أسعار النفط في بداية السبعينات من القرن المنصرم ومنتجو النفط في صراع مع أجل الوصول إلى مستوى عادل للنفط. وأعني به السعر الذي لا يعيق تطور الاقتصاد العالمي من ناحية ويمكن منتجي الطاقة من الحصول على العائدات التي يحتاجونها للتنمية من ناحية أخرى.
وباعتبار أن رقم هذا السعر تقريبي ومتغير، فإن المعركة بين منتجي النفط ومستهلكيه مستمرة، وخاصة عندما يدخل على هذا الخط المضاربون الذي يفسدون على الجميع خططهم.
إن دخول المضاربين على خط البيع والشراء في سوق الطاقة، يدفع أسعار النفط، في كثير من الأحيان، إلى الارتفاع أعلى مما يفترضه السعر العادل للنفط. وهذا يشكل عبئاً على نمو الاقتصاد العالمي. من ناحية أخرى، فإن وصول أسعار النفط إلى مستويات مبالغ فيها، يشجع منتجي الطاقة المكلفة على الدخول إلى السوق ورفع إنتاجهم. وهذا يؤدي إلى فيض الإنتاج وزيادة العرض على الطلب. الأمر الذي يؤدي في مرحلة لاحقة إلى انخفاض أسعار النفط بشكل كارثي، وهذا لا يتم أيضاً من دون المضاربين الذي ساهموا في أبريل الماضي في تدني أسعار النفط في الولايات المتحدة إلى مستويات سلبية.
إن معاودة الاقتصاد العالمي نموه هو المكون الأساسي لارتفاع أسعار النفط الذي نشهده اليوم. وهذا يعطي الفرصة لطرفين هامشيين للكسب: الطرف الأول المضاربون الذي سوف يلعبون على وتر النمو الاقتصادي من أجل رفع أسعار النفط وزيادة مكاسبهم. أما الطرف الثاني، فهم منتجو الطاقة المكلفة الذي سوف تشجعهم الأسعار العالية على دخول السوق وزيادة إنتاجهم، وعلى رأس هؤلاء منتجو الغاز الصخري.
وهكذا، فإذا ما واصلت أسعار النفط ارتفاعها، فإن الظروف سوف تنضج لقدوم أزمة جديدة في سوق الطاقة، فالمضاربون من الصعب التفاهم والاتفاق معهم؛ لأن المضاربة والتطفل على منتجي الطاقة هما مصدر رزقهم الذي يعيشون عليه. أما منتجو الغاز الصخري، فإنه من الممكن الاتفاق معهم، إذا ما توقفوا عن تصنيم السوق والركوع له باعتباره الحكم الأول والأخير. وإلا فإنه من الواضح، أن انضمامهم إلى أوبك + لتصبح أوبك ++ هو أجدى لنا ولهم.
http://www.alriyadh.com/1875983]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]